للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَم أَرَ مثلَكِ يَا أُمَامَ خَلِيلًا … أنأى بحَاجَتنا وأحسنَ قيلًا

لو شئتِ ............... … .................. إلخ

قوله: "يا أمام" ترخيم أمامة، قوله: "أنأى بحاجتنا" من قولهم: ناء به الحمل إذا أثقله، قوله: "قد نقع" بالنون والقاف والعين المهملة؛ من نقعت بالماء إذا رويت، يقال: شرب حتى نقع، أي: شفى غليله.

قوله: "بشربة"، ويروى: بمشرب، قوله: "تدع"، أي: تترك، و "الصوادي": جمع صادية من الصدى وهو العطش، قوله: "غليلًا" بالغين المعجمة، بمعنى الغلة وهي حرارة العطش.

الإعراب:

قوله: "لو" للشرط، و "شئت": جملة من الفعل والفاعل، وقعت فعل الشرط، قوله: "قد نقع الفؤاد": جملة من الفعل والفاعل وقعت جواب الشرط، ووقوع جواب لو بكلمة "قد" نادر (١).

قوله: "بشرية" يتعلق بقوله: "نقع"، قوله: "تدع": فعل مضارع، والضمير المستتر فيه فاعله يعود إلى الشربة، وقوله: "الصوادي": مفعوله، والجملة في محل الجر؛ لأنها صفة لقوله: "بشربة".

قوله: "لا يجدن" أي؛ لا يصبن، ولهذا اقتصر على مفعول واحد وهو قوله: "غليلًا"، والجملة في محل النصب على الحال من الصوادي.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لا يجُدن" بضم الجيم فإنه لغة بني عامر (٢).


(١) قال السيوطي: "وندر كونه -أي الجواب- مصدرًا برب أو بالفاء … أو قد كقوله:
لو شئتِ قد نقَعَ الفؤَاد شربَةٍ … تدَعُ الصَّوَاديَ لا يجُدْنَ غليلًا"
ينظر الهمع (٢/ ٦٦).
(٢) هو شاهد على أن باب: فعَل يفعِل، المثال لا يأتي منه المضارع على: فعَل يفعُل، وحينما ورد شاهدنا هذا على فعَل يفعُل كان شاذًّا وهو لغة لبني عامر، وفي ذلك يقول ابن جني في المنصف (١/ ١٨٧): "قيل لأنهم أرادوا أن تخالف حركة العين في المضارع حركتها في الماضي، لأن كل واحد منهما بناء على حياله فجعلوا مضارع فعِل يفعَل، ومضارع فعَل في أكثر الأمر يفعِل؛ لمقاربة الكسرة الفتحة واجتماعهما في مواضع كثيرة وإمالة كل واحدة إلى صاحبتها نحو قولك: مررت بعمر وضربت عمرًا، ونحو قولك: ضربت الهندات، ومررت بالهندات، وغير ذلك مما يطول ذكره، فهذا ونحوه يدل على مناسبة الكسرة للفتحة فلذلك تعاقبتا في: فعِل يفعَل، وفعَل يفعِل، فأما قول الشاعر: (البيت) فشاذ، والضمة عارضة، ولذلك حذفت الفاء كما حذفت في يقع ويزع، وإن كانت الفتحة هناك لأن الكسر هو الأصل، وإنما الفتح عارض".

<<  <  ج: ص:  >  >>