لو شئتِ قد نقَعَ الفؤَاد شربَةٍ … تدَعُ الصَّوَاديَ لا يجُدْنَ غليلًا" ينظر الهمع (٢/ ٦٦). (٢) هو شاهد على أن باب: فعَل يفعِل، المثال لا يأتي منه المضارع على: فعَل يفعُل، وحينما ورد شاهدنا هذا على فعَل يفعُل كان شاذًّا وهو لغة لبني عامر، وفي ذلك يقول ابن جني في المنصف (١/ ١٨٧): "قيل لأنهم أرادوا أن تخالف حركة العين في المضارع حركتها في الماضي، لأن كل واحد منهما بناء على حياله فجعلوا مضارع فعِل يفعَل، ومضارع فعَل في أكثر الأمر يفعِل؛ لمقاربة الكسرة الفتحة واجتماعهما في مواضع كثيرة وإمالة كل واحدة إلى صاحبتها نحو قولك: مررت بعمر وضربت عمرًا، ونحو قولك: ضربت الهندات، ومررت بالهندات، وغير ذلك مما يطول ذكره، فهذا ونحوه يدل على مناسبة الكسرة للفتحة فلذلك تعاقبتا في: فعِل يفعَل، وفعَل يفعِل، فأما قول الشاعر: (البيت) فشاذ، والضمة عارضة، ولذلك حذفت الفاء كما حذفت في يقع ويزع، وإن كانت الفتحة هناك لأن الكسر هو الأصل، وإنما الفتح عارض".