للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو من الطويل.

قوله: "القَدُوم" بفتح القاف وضم الدال المخففة، وهي الآلة التي يُنجّر بها الخشب، قوله: "أخط بها" أي؛ أنحت بها، وأصل الخط من خط بإصبعهِ في الرمل، ومنه اختط فلان الأرض بأن يخطّ عليها خطًّا ليعلم أنه قد اختارها، وبها سميت خطط الكوفة والبصرة، والمراد ها هنا: ما ذكرناه من معنى النحت.

قوله: "قبرًا" أي؛ غلافًا. أراد بها أنحتُ بها غلافًا للسيف؛ لأن المراد من الأبيض هو السيف، وسمي الغلاف بالقبر لمعنى المواراة؛ لأن الغلاف يواري السيف؛ كما أن القبر يواري الميت، والضمير في "بها" يرجع إلى القدوم، وهو دليل على تأنيث القدوم.

الإعراب:

قوله: "فقلت" جملة من الفعل والفاعل، و "أعيراني القدوم" مقول القول، والقدوم: منصوب؛ لأنه مفعول ثان لأعيراني، يقال: أعرته ثوبًا، قوله: "لعلني" اسم لعل هو الضمير المتصل به وخبره قوله: "أخط بها قبرًا"، "أخط" جملة من الفعل والفاعل، وهو"أنا" مستتر فيه، و "قبرًا" مفعوله و "بها" صلة أخط، والباء فيه للاستعانة؛ كما في: كتبت بالقلم، واللام في "لأبيض" للتعليل، و "ماجد" مجرور؛ لأنه صفة لأبيض، و "أبيض" لا ينصرف للصفة ووزن الفعل، وقيل ويروى: لأكرم ماجد، ثم قيل: ماجد صفة عند من روى: لأبيض، ومضاف إليه عند من روى لأكرم، فأبيض مفتوح وأكرم مكسور.

قلت: فعلى رواية من روى "لأكرم ماجد" يكون القبر على حقيقته، ويكون الماجد اسم رجل ويكون إضافة أكرم إليه من قبيل إضافة جرد قطفة، وسحق عمامة (١)، وفي الرواية المشهورة: الماجد صفة لأبيض الذي هو السيف؛ من مجد الشيء إذا عظم.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لعلني" فإنها جاءت بنون الوقاية، والأشهر فيها بدون النون؛ كما في قوله تعالى: ﴿لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ﴾ [غافر: ٣٦] و "لعل" في هذا الباب عكس "ليت" (٢).


= (١/ ١١٠)، وشرح الأشموني (١/ ٥٦).
(١) أي من إضافة الموصوف إلى الصفة.
(٢) ينظر فرائد القلائد (٣٧)، وشرح ابن عقيل علي الألفية (١/ ١١٢، ١١٣)، والفصيح تجريد لعل من النون، ويقل ثبوتها، وينظر أيضًا همع الهوامع للسيوطي (١/ ٦٤)، والمعجم المفصل في شرح شواهد النحو الشعرية (١/ ٢٤٩) د. إميل بديع يعقوب، ط دار الكتب العلمية، أولى (١٩٩٢ م)، والدرر (١/ ٢١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>