للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخبرية، و (النصر) مصدر مضاف إلى مفعوله؛ لأن حميدًا يصف فيه لعبد الملك بن مروان تقاعده عن نصرة عبد اللَّه بن الزبير - رضي اللَّه تعالى عنهما - ويجوز أن يكون النصر ها هنا بمعنى العطية؛ كقول بعض السؤال: من ينصرني نصره اللَّه، وخُرِّجَ عليه قوله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ﴾ (١) [الحج: ١٥]، وعلى هذا فالإضافة للفاعل، ويرجح الأول أنه لم يفرده بالذكر، وإنما يكون العطاء غالبًا من ولي الأمر.

قوله: "قدي" تأكيد للأول، قوله: "ليس الإمام" الإمام: اسم ليس، وخبره قوله: "بالشحيم" والباء فيه زائدة، قوله: "والملحد": صفة للشحيح.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "قَدْنِي" حيث ألحق فيه النون تشبيهًا له بِقَطْنِي. وفي قوله: "قدي" أيضًا؛ حيث أضيف قدي إلى ياء المتكلم بلا نون الوقاية تشبيهًا له بحسبي، وقال الجوهري: أما قولهم قَدْكَ بمعنى حَسْبُكَ فهو اسم، تقول: قدِي وقدْنِي أيضًا بالنون على غير قياس؛ لأن هذه إنما تزاد في الأفعال وقاية لها مثل: ضربني وشتمني.

ثم أنشد هذا البيت (٢)، وقد يقال: إن أصل "قدي" بغير النون: قَدْ بِسُكُون الدال، ثم ألحق ياء القافية لا ياء الإضافة وكسر الدال لالتقاء الساكنين لا لمناسبة الياء (٣).


(١) وتمامها: ﴿فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ...... ﴾.
(٢) الصحاح للجوهري، مادة: "قدد".
(٣) قال سيبويه: "وسألته يرحمه اللَّه عن قولهم: عَنِّي وقدْنِي وقَطْنِي ومِنِّي ولَدُنِّي، فقلتُ: ما بالهم جعلوا علامة إضمار المجرور ها هنا كعلامة إضمار المنصوب؟ فقال: إنه ليس من حرف تلحقه ياء الإضافة إلا كان متحركًا مقصورًا، ولم يريدوا وأن حركوا الطاء التي في (قط) ولا النون التي في (من)، فلم يكن لهم بدُّ من أن يجيئوا بحرف لياء الإضافة متحرك، إذا لم يريدوا أن يحركوا الطاء ولا النونات؛ لأنها لا تذكر أبدًا إلا وقبلها حرف متحرك مقصور، وكانت النون أولى؛ لأن من كلامهم أن تكون النون والياء علامة المتكلم، فجاؤوا بالنون؛ لأنها إذا كانت مع الياء لم تخرج هذه العلامة من علامات الإضمار. وكرهوا أن يجيئوا بحرف غير النون فيخرجوا من علامات الإضمار .. وقد جاء في الشعر قطِي وقدِي، فأما الكلام فلا بد فيه من النون، وقد اضطر الشاعر فقال: قدي شبهه بحسبي؛ لأن المعنى واحد. قال الشاعر: وأنشد البيت الذي أوله (قدني من نصر) " لما اضطر شبهه بحَسْبِي وهَنِي. الكتاب (٢/ ٣٦٩ - ٣٧٢)، وينظر ابن الشجري (١/ ١٤)، وابن يعيش (٣/ ١٢٤)، والتصريح (١/ ١١٢)، واللسان: "خبب"، والمعجم المفصل في شرح شواهد النحو الشعرية (٣/ ١١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>