للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حنت نوار ............ إلى آخر البيتين

وهما من الكامل وفيه الإضمار.

قوله: "حنت" من الحنين، وهو الشوق وتوقان النفس، تقول من حن إليه يحنُّ حنينًا فهو حانٍ، قوله: "نوار" بفتح النون والواو المخففة اسم أم الشاعر كما ذكرنا، قوله: "ولات" يعني (١): وليست، قوله: "هنا" بضم الهاء وتشديد النون؛ بمعنى حين (٢)، قوله: "وبدا الذي" أي: وظهر من بدا يبدُو بدوًّا، قوله: "أجنَّت" من أجن بالجيم إذا استتر، ومنه الجنين لاستتاره في البطن، والجنة بالفتح؛ وهي البستان من النخيل لاستتارها بالأشجار، والجنُة بالضم؛ ما استتر به من سلاح. والمجن: البستان، والترس أيضًا، والجنان؛ وهو القلب؛ لاستتاره بالصدر، والجن؛ لاستتارهم عن أعين الإنس، ويستعمل من ذلك مواد كثيرة.

والمعنى: حنت هذه المرأة في وقت ليس وقت الحنين وظهر الذي كانت أجنته من المحبة والعشق.

قوله: "ماء السلا" السلا مقصور: الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد من المواشي إن نزعت عن الفصيل ساعة يولد، وإلا قتلته، وكذلك إذا انقطع السلا في البطن، فإذا خرج السلا سلمت الناقة وسلم الولد، وإن انقطع في بطنها هلكت وهلك الولد، يقال: ناقة سلياء إذا انقطع سلاها وسليت الناقة أسليها تسلية؛ إذا نزعت سلاها فهي سلياء.

قوله: "أرنت" أي: صاحت، يقال: رنت المرأة ترن رنينًا وأرنت أيضًا: صاحت.

الإعراب:

قوله: "حنت" فعل ماض، و"نوار" فاعله وهو مبني على الكسر في لغة الجمهور أو معرب غير منصرف على لغة تميم (٣)، قوله: "ولات" قال الفارسي: لات مهملة، و"هنا" خبر مقدم، و"حنت": مبتدأ مؤخر، بتقدير أنه مثل: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه (٤)، أي أن تسمع، أي: سماعك، والتقدير: أن حنت، أي. حنينها هنا (٥).


(١) في (أ): بمعنى.
(٢) الصواب أنه بفتح الهاء وتشديد النون. الخزانة (٤/ ١٩٦).
(٣) لغة الحجازيين بناء فعال علمًا لمؤنث نحو: حذام ونوار على الكسر مطلقًا، وأما بنو تميم ففصل أكثرهم بين ما آخره راء نحو: حضارِ فبنوه على الكسر، وبين ما ليس آخره راء فمنعوه الصرف، وبعضهم أعرب النوعين إعراب ما لا ينصرف.
ينظر توضيح المقاصد للمرادي (٤/ ١٥٩، ١٦٠)، وابن يعيش (٤/ ٦٤).
(٤) مجمع الأمثال للميداني (١/ ١٢٩) أول من قاله هو المنذر بن ماء السماء، وهو أيضًا في المستقصى في أمثال العرب (١/ ٣٧٠).
(٥) لم أجده في مكانه من كتب أبي علي الفارسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>