للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو في رواية الصاغاني، ولا شاهد فيه (١)، وفي رواية أبي زيد: نحن اللذين، ولا شاهد في هذا أيضًا، يعني: نحن القوم اللذين صبحوا، من صبحته إذا أتيته صباحًا، ولا يراد بالتشديد هنا التكثير.

٣ - قوله: "يَوْمَ النُّخَيلِ" بضم النون وفتح الخاء المعجمة؛ تصغير نخل، ونخيل: اسم لأربعة (٢) مواضع:

الأول: النخيل: اسم عين قرب المدينة على خمسة أميال.

الثاني: ذو النخيل: موضع قرب مكة.

الثالث: ذو النخيل: موضع دوين حضر موت.

الرابع: موضع بالشام. وهو الذي أراده الشاعر من قوله: "يوم النخيل" (٣)، قوله: غارة" الغارة: اسم من الإغارة على العدو، قوله: "ملحاحًا" بكسر الميم وبالحائين المهملتين، وهو مفعال من ألحَّ السحاب: دام مطره، وألحَّ السائل إذا ألحف، وأراد: غارة شديدة لازمة، قوله: "مذحج" بفتح الميم وسكون الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة، وفي آخره جيم، ومذحج: شعب عظيم فيه قبائل وأفخاذ وبطون، واسمه: مالك بن أدد، وقال ابن دريد: مذحج أكمة ولدت عليها أمهم فسُمّوا مذحجًا، ومذحج: مفعل من قولهم: ذحجت الأديم وغيره إذا دلكته (٤)، قوله: "فاجتحناهم" من الاجتياح بالجيم في أوله والحاء المهملة في آخره، وهو الإهلاك والاستئصال.

٤ - و"السارح": المال السائم، وكذلك السرح. و"المراح" بضم الميم؛ حيث يأوي (٥) إليه الإبل والغنم بالليل، قوله: "مفاحا" بالفاء؛ أي: مهراقًا، يقال: فاح دمه وأفاح جميعًا يفيح فيحًا ويفيح إفاحة، لم يعرف الرياشي (٦) ولا أبو حاتم أفاح، قوله: "أو دمًا مفاحًا" هكذا هو في رواية


(١) لأنه ورد بالياء والنون فلا خلاف، وانظر حديثًا مفصلًا عن هذا الشاهد، وكيف حرفه النحويون للاستشهاد به في كتابنا: تغيير النحويين للشواهد (٩٤، ٩٥).
(٢) في (أ، ب): (لأربع) فأثبت الصحيح؛ حيث يذكر مع المؤنث ويؤنث مع المذكر، والموضع جمع موضع وهو مذكر.
(٣) معجم البلدان (٥/ ٣٢١، ٣٢٢)، تحقيق: فريد عبد العزيز الجُنْدِي، ط. دار الكتب العلمية، أولى (١٩٩٠ م).
(٤) في اللسان، مادة: "مذحج" يقول ابن منظور: "مَذْحِجٌ مثل مسجد؛ أَبو قبيلة من اليمن، وهو مَذحِجُ بن يُحابِرَ بن مالكِ بن زَيْدِ بنِ كهْلانَ بن سبأٍ، قال سيبويه: الميم من نفس الكلمة"، وفي المصباح المنير، مادة: "ذحج" يقول الفيومي: "مذحج وزان مسجد، اسم أكمه باليمن ولدت عندها امرأة من حمير، وميمه زائدة، وجعلها سيبويه أصلية، وهو ضعيف، وهو من زحجت المرأة بولدها تذحج إذا رمته، والمذحج موضع الفعل".
(٥) في (أ): تأوى.
(٦) هو العباس بن الفرح أبو الفضل الرياشي، لغوي نحوي، صنف كتاب الخيل، وكتاب الإبل وغيرهما (ت ٢٥٧ هـ).
ينظر البغية (٢/ ٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>