للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - قوله: "شريت" بمعنى: اشتريت، ويأتي بمعنى بعت، والمعنى ها هنا: بعا الجهل بالحلم. ٨ - قوله: "وقال صحابي قد غبنت"، لأنه باع الجهل بالحلم، فقال: بل أنا الغابن، ولا أدري أهم [على] (١) ما أنا عليه أم لا؛ والمعنى: طريقهم طريقي أم غيرها فحذف أم ومعطوفها، كقوله (٢):

........................ … فَمَا أَدْرِي أَرُشْدٌ طِلابُهَا

أي: أم غي.

١٠ - قوله: "رأيت خويلدًا" المراد (٣) به نفسه، وهو أبو ذؤيب خويلد بن خالد، قوله: "تنكر" أي تغير، و "الجذل" بكسر الجيم وسكون الذال العجمة، أصل الشجر، وقال الأخفش: العود اليابس (٤).

١١ - قوله: "خطوب" جمع خطب، وهو الأمر العظيم، قوله: "تملت شبابنا" أي: استمتعت بشبابنا، يقال: تمليتُ عمري، أي: استمتعت به، ويقال: تمليت حبيبًا، أي: عضت معه ملاوة من الدهر بتثليث الميم، أي: حينًا وبرهة، وكذلك: الملوة بتثليث الميم، قوله: "فتبلينا" أي: تفنينا، من الإبلاء، وثلاثيه: بلى يبلى بلاءً (٥)، قوله: "المنون" أي: المنية، قال الفراء: المنون مؤنثة وتكون واحدة وجمغا (٦)، ويقال: المنون: الدهر، لأنه يمن قوى الإنسان، أي: ينقصها، وكون بمعنى الموت لأنه يقطع الحياة من قوله تعالى: ﴿فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ (٧) [التين: ٦].

١٢ - قوله: "يستلئمون" من استلأم الرجل، إذا لبس اللأمة وهي الدرع، قوله: "يوم الروع" بفتح الراء، أي: يوم الحرب، لأنه يوم فيه الروع والفزع، قوله: "كالحدأ" بكسر الحاء وفتح الدال المهملتين وفي آخره همزة، وهو جمع حدأة، وهي الطائر المعروف، كعنب جمع عنبة.


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) هذا جزء بيت من الطويل لأبي ذؤيب الهذلي أيضًا، وصدره:
دعاني إليها القلب إني لأمره … سميع .............................
والبيت شاهد على حذف أم المتصلة ومعطوفها، والتقدير: أرشد طلابها أم غي، والبيت من قصيدة طويلة في ديوان الهذليين (١/ ٧٠)، وينظر المغني (٤٣)، والخزانة (١١/ ٢٥١)، والدرر (٦/ ١٠٢)، وشرح عمدة الحافظ (٦٥٥)، وشرح شواهد المغني للسيوطي (٢٧)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ١٣٢).
(٣) في النسخة (أ): أراد به نفسه.
(٤) قال ابن منظور: "الجذْل: أصل الشيء الباقي من شجرة وغيرها بعد ذهاب الفرع" اللسان، مادة: "جَذل".
(٥) في (أ): بلى.
(٦) المذكر والمؤنث للفراء (٨٩)، تحقيق: د. رمضان عبد التواب، مكتبة دار التراث، بدون.
(٧) وهي في (أ، ب): "لهم أجر غير ممنون".

<<  <  ج: ص:  >  >>