للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - قوله: "فَنُحذِي": من الإحذاء، وهو الإعطاء، يقال: أحذيته من الغنيمة أي: أعطته منها، والاسم: الحُذْيَا على فُعْلى بالضم، وهو القسمة من الغنيمة، ومادته: حاء مهملة وذال معجمة، قوله: "وننقع" بالقاف، أي: نروى، وقال الرياشي: حفظى وتمنع، قلت: هو أنسب لقوله: فنحذي (١) فافهم.

الإعراب:

قوله: "يقول": جملة من الفعل والفاعل، و "الخنا": مفعوله، وقد قلنا: إن معنى يقول: يفوه؛ فلا يستدعي الجملة لتكون مقولًا له، و "وأبغض العجم": كلام إضافي مبتدأ، وخبره قوله: "صوت الحمار".

فإن قلتَ: صوت الحمار حدث، فكيف يقع خبرًا عن الجثة؟ فإن أبغض مضاف للجثة (٢)، وهي العجم فيكون جثة؛ لأن أفعل التفضيل بعض ما أضيف إليه.

قلتُ: تقدير الكلام: أبغض أصوات العجم، فافهم.

قوله: "ناطقًا" أي: مصوتًا أو رافعًا صوته، وانتصابه على أنه حال من المبتدأ وهو " أبغض" على رأي من يجوز وقوع الحال منه (٣)، ويحتمل أن يكون من فاعل يقول، إلا أنه من حيث اللفظ ضعيف للفاصل بين المبتدأ وخبره بأجنبي، ولا يجوز أن يكون حالًا من الحمار؛ لأن تابع المضاف إليه لا يتقدم على المضاف (٤).

قيل: ولا يجوز أن يكون أيضًا من العجم؛ لتذكير الحال، اللَّهم إلا أن يقال: ناطقًا بمعنى: ذات نطق، أو بمعنى المذكور، أي: ناطقًا ذلك، أي المذكور. قلت: يجوز أن يكون حالًا من العجم، وتصح الحال من المضاف إليه إذا كان المضاف عاملًا في الحال أو كان بعض المضاف إليه وكلاهما موجود هنا (٥) وكان حقه أن يقال: ناطقة أو ناطقان، إلا أنه أناب المفرد عن الجمع للضرورة كقوله (٦):

.................... … كلوا في بعض بطنكم تعفقوا


(١) ينظر الخزانة (١/ ٢٠).
(٢) في (أ): إلى الجثة.
(٣) (نظر الكتاب (٢/ ٥٢، ٨٨ - ٩٠).
(٤) قال ابن مالك: "المضاف إليه كصلة للمضاف؛ فلا يقدم على المضاف معمول المضاف إليه، كما لا يتقدم على الموصول معمول الصلة". شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٢٣٦).
(٥) ينظر توضيح المقاصد للمرادي (٢/ ١٥٠، ١٥١).
(٦) البيت من بحر الوافر غير منسوب في مراجعه، وهو في المقتضب (٢/ ١٧٢)، وابن يعيش (٦/ ٢٢)، والمحتسب (٢/ ٨٧)، والهمع (١/ ٥٠)، والدرر (١/ ٢٥).
وشاهده: هو إنابة المفرد عن الجمع في قوله: "في بعض بطنكم".

<<  <  ج: ص:  >  >>