للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَكُلُّ عَامٍ نَعَم تَحْوونَهُ … يُلْقِحُهُ قَوْمٌ وَتَنتجونَهُ

إلى آخره، فلم يلتفتوا إليهم واستقبلوا النعم من قبل وجوهها فجعلوا يصرفونها بأرماحهم، واختلط القوم، واقتتلوا قتالًا شديدًا يومهم، حتَّى إذا كان آخر النهار قُتِل النُّعمان بن جساس، قتله رجل من أهل اليمن، كانت أمه من بني حنظلة، يقال له: عبد الله بن كعب، وهو الذي رماه فقال للنعمان حين رماه: خذها وأنا ابن الحنظلية، فقال: ثكلتك أمك، رُبّ حنظلية قد تخاطبني (١)، فذهبت مثلًا فباتوا على القتال، فلما أصبحوا غدوا على القتال، فآخر الأمر قويت بنو سعد والرباب على مذحج فهزموهم أفظع هزيمة، وأخذوا أموالهم وقتلوا منهم رجالًا وسبوا نساءً (٢).

قوله: "نعم" بفتحتين؛ واحد الأنعام، وهو المال الراعية، وأكثر ما تقع على الإبل والبقر، قوله: "تحوونه": من حوى يحوي إذا جمع، قوله: "يلقحه": من الإلقاح، يقال: ألقى الفحل الناقة، والريحُ السحابَ.

قوله: "وتنتجونه": من النتيج، لا من الإنتاج ولا من النتاج، يقال: نُتِجت الفرس أو الناقة - على بناء ما لم يسم فاعله، تنتج نتاجًا وأنتجها (٣) أهلها نتجًا، وأنتجت الفرس إذا حان نتاجهما، وقال يعقوب: إذا استبان حملها، وكذلك الناقة فهي نتوج، ولا يقال: منتج (٤).

والمعنى: أتحوون كل عام نعمًا لقوم ألقحوه وأنتم تنتجونه في حيكم، قوله: "أربابه" أي: أصحابه، و"نوكى" أي: حمقى، وهو جمع أنوك؟ كأحمق يجمع على حمقى، وهما متماثلان وزنًا ومعنى.

الإعراب:

قوله: "أكل عام" الهمزة للاستفهام الإنكاري، وقوله "نعم": مبتدأ، وخبره مقدمًا قوله: "كل عام"، وهو ظرف زمان، قوله: "تحوونه": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، في محل الرفع على أنَّه صفة للنعم، والضمير المنصوب في "تحوونه" يرجع إلى النعم، لا يقال: [النعم] (٥) مؤنث فكيف ذكر الضمير؟ لأن النعم ليس بمؤنث، بل هو اسم مفرد مذكر، قال الفراء: النعم مذكر لا مؤنث (٦)، قوله: "يلقحه قوم" أي: يلقح النعَم قومُ، وقوم: فاعل يلقح، والجملة في محل الرفع على أنها صفة للنعم، وكذلك قوله: "وتنتجونه".


(١) ليس في مجمع الأمثال تحقيق: محمَّد محيي الدين، طبعة مطعة السعادة.
(٢) في (أ): وسبوا رجالًا.
(٣) في (أ): ونتجها.
(٤) الصحاح، مادة: "نتج".
(٥) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٦) المذكر والمؤنث للفراء (٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>