للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ولولا بنوها" أي: ولولا بنو أسماء، وهي بنت أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنهما - وزوجة الزبير -رضي اللَّه تعالى عنه- وكانت رابعة أربعة نسوة.

قوله: "لحطبتها" هكذا وقع في كتاب ابن الناظم (١)، وهكذا في شرح الكافية (٢) والخلاصة لأبيه، وهو تصحيف وإنما صوابه: "لحبطتها" بتقديم الباء الموحدة على الطاء، والدليل على ذلك قوله: "كخبطة عصفور"، وهو من خبطت الشجرة إذا ضربتها بالعصا ليسقط ورقها، وخبط البعير الأرض بيده؛ ضربها، ومنه قيل: خبط عشواء، وهي الناقة التي في بصرها ضعف تخبط إذا مشت لا تتوقى شيئًا، قوله: "ولم أتلعثم" من تلعثم يتلعثم- بلام وعين مهملة وثاء مثلثة، يقال: تلعثم في الأمر إذا تأنى فيه وتمهل.

الإعراب:

قوله: "لولا" تأتي لربط امتناع الثانية لوجود الأولى، وقد دخلت هنا على الجملة الاسمية وهي قوله: "بنوها حولها" فإن "بنو": مبتدأ، "وحولها": خبره، قوله: "لحبطتها": جواب لولا، قوله: "كخبطة عصفور": صفة لمصدر محذوف؛ أي: خبطتها خبطًا كخبطة عصفور، قوله: "ولم أتلعثم": جملة وقعت حالًا.

فإن قلتَ: قد تقرر عندهم وجوب حذف "لولا" الامتناعية فكيف أثبت ها هنا؟

قلت: ذاك إذا دل دليل على تعليق امتناع الجواب على نسبة الخبر إلى المبتدأ، أما إذا لم يدل على ذلك دليل فحينئذ يجب ذكره كقوله لعائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - "لولا قومك حديثو عهد بكفر لهدمت الكعبة وجعلت لها بابين" (٣) رويناه من طريق البخاري وقول الزبير بن العوام من هذا القبيل (٤)، فافهم.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "بنوها حولها" فإنه ذكر فيه خبر المبتدأ الواقع بعد لولا لكونه خاصّا لا دليل عليه لو حذف كما قررناه الآن (٥).


(١) ينظر في شرح الألفية لابن الناظم (٤٨).
(٢) شرح الكافية الشافية لابن مالك (٣٥٥).
(٣) الحديث في صحيح البخاري بشرح فتح الباري لابن حجر (١/ ٢٩٨، ٢٩٩)، بروايات مختلفة، وينظر صحيح ابن حبان بشرح الإحسان (٩/ ١٢٦) رقم (٣٨١٧)، تأليف: علاء الدين علي بن بلبان الفارسي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، طبعة أولى (١٩٩١ م).
(٤) ينظر توضيح المقاصد (١/ ٢٨٨ - ٢٩٠).
(٥) ينظر تحقيق الشاهد رقم (١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>