للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت اسمًا منصوبًا كما في الشطر الأول من البيت وهو قوله: "حليف رضا" (١).

وخالفه في ذلك الكسائي والفراء واحتجَّا عليه يقول الشاعر:

................................... … وشر بعدي عنه وهو غضبان

وقوله : "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" (٢) فإن الجملة الاسمية المقرونة بالواو في كل منهما قد سدت مسد الخبر (٣)، وأما إذا كانت الجملة الاسمية بلا واو، فكذلك أجاز الكسائي كالتي بالواو، ومنعه الفراء (٤).


(١) قال سيبويه: "وأما (عبد الله أحسن ما يكون قائمًا) فلا يكون فيه إلا النصب؛ لأنه لا يجوز لك أن تجمل أحسن أحواله قائما على وجه من الوجوه". (ب ١/ ٤٠٢) وقال السيرافي: "كان الأخفش يجيز رفع "قائم" وأجازه المبرد؛ كأن التقدير: إذا قلت: أحسن ما يكون، فقد قلت: أحسن أحواله، وأحسن أحواله هو عبد الله ويكون "قائمًا" خبرًا له، وعلى مذهب سيبويه إذا قلت: "أحسن ما يكون" فمعناه: أحسن أحواله وأحواله ليست إياه، وقائم هو عبد الله ولا يجوز أن يكون خبرًا لأحسن، وهذا اختيار الزجاج وهو الصحيح؛ لأنا لو قلنا: زيد أحسن أحواله قائم لم يجز؛ لأن قائمًا ليس من أفعاله". هامش الكتاب لسيبويه (١/ ٤٠٢).
(٢) صحيح مسلم (٣٥٠١) حديث: "٤٨٢"، والحديث رواية أبي هريرة في كتاب الافتتاح في سنن النسائي (٢/ ٢٢٦).
(٣) قال أبو حيان وهو يشرح قول ابن مالك: "ولا جملة اسمية بلا واو وفاقًا للكسائي"، يقول: "اختلف في وقوع الجملة الاسمية حالًا مصحوبة بالواو؛ فنقل عن سيبويه والأخفش أنه لا يجوز ذلك وأن الحال لا تسد مسد الخبر إلا إذا كانت اسمًا منصوبًا. وأجاز ذلك الكسائي والفراء، وقد ورد السماع بما منعه سيبويه. قال الشاعر:
عَهدِي بها الحي الجَمِيعَ وفيهمُ … عند التَّفَرُّق ميسر وندامُ
وقال آخر: ( … البيت الشاهد) ". التذييل والتكميل لأبي حيان (٣/ ٣٠٦)، وقال ناظر الجيش: "وقد ورد السماع بذلك. قال النبي "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" ومنه قول الشاعر: ( … البيت الشاهد) وقول الآخر:
عَهْدِي بها الحي الجَمِيعَ وفيهمُ … عند التَّفَرق ميسِرٌ وندامُ"
شرح التسهيل لناظر الجش (١/ ٩٥٤)، وينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٢٨٥، ٢٨٦)، وشرح التسهيل للمرادي (١/ ٢٩٠).
(٤) شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٢٨٥، ٢٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>