للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤ - وَذَا شَطَب غامِضًا كلمُهُ … إذَا صَاب بالعظمِ لم يَنْأدِ

١٥ - ومَشْدُودةَ السك مَوضُونة … تضاءَلُ فيِ الطيِّ كالمبرَدِ

١٦ - تَفيضُ عَلَى المرءِ أرْدانُها … كَفَيض الأتيِّ على الجَدجَدِ

وهي من المتقارب (١).

١ - قوله: "تطاول ليلك بالأَثْمُد" يخاطب به امرأ القيس نفسه على طريقة الالتفات على ما نذكره - إن شاء الله تعالى - (٢)، و"الأثمد" بفتح الهمزة وسكون الثاء المثلثة وضم الميم وفي آخره دال مهملة، وهو اسم موضع، وقد روي بكسر الهمزة والميم كالإثمد وهو الحجر الذي يُكْتَحَلُ به.

و"الخَلي" بفتح الخاء وكسر اللام وتشديد الياء، وهو الخالي عن الهموم والأحزان. قال الجوهري: الخليُّ: الخالي من الهمِّ وهو خِلاف الشجيّ (٣)، ومنه المثل: ويْلُ للخَلِيِ من الشجِيّ (٤).

٢ - و"العائر" بعين مهملة وهمزة بعد الألف، وهو القذى، تدمع له العين، ويقال: هو نفس الرمد، وعلى هذا يكون الأرمد، صفة مؤكدة، و"الأرمد": من رمد يرمَدُ، من باب علم يعلم، إذا هاجت عينه فهو رمد، وأرمد الله عينه فهي رمدة.

٣ - قوله: "وذلك من نبأ" أي: خبر، أراد: أن هذا الذي شكوت من الهم وطول الليل [هو] (٥) من أجل ذا الخبر الذي نبئته عن أبي الأسود؛ وهو ظالم بن عمرو من بني الجون آكل المرار وهو ابن عم امرئ القيس.

فإن قلت: هل يُفَرَّقُ (٦) بين الخبر والنبأ؟

قلت: ذكروا أن النبأ خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن، ولا يقال للخبر في الأصل نبأ حتى يتضمن ما ذكر من المعنى، قوله: "وأُنْبِئْتُه" على صيغة المجهول، ويروى: وأخبرتُه.

وهذه الأبيات في مرثية أبي الأسود، رثاه بها امرؤ القيس حين جاءه خبر موته.

ثم إن أهل المعاني والبيان ذكروا أن في هذه الأبيات ثلاث التفاتات:


(١) في (١): نسبه إلى بحر الوافر وهو خطأ.
(٢) الالتفات هو نقل الكلام من حالة المتكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى حالة أخرى من ذلك لمقتضيات تظهر بالتأمل في موقع الالتفات وتلوينًا للخطاب حتى لا يمل السامع من التزام حالة واحدة. ينظر جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع (١٩٣) تأليف السيد أحمد الهاشمي (دار الكتب العلمية).
(٣) الصحاح للجوهري مادة: (خلى).
(٤) في مجمع الأمثال: ويل للشجي من الخلي (٣/ ٤٣٣).
(٥) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٦) في (أ): فرق.

<<  <  ج: ص:  >  >>