للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجيم؛ بمعنى الأمان، و "مجير": اسم فاعل من أجار.

ومعنى بقية الأبيات ظاهر.

٧ - والمراد من قوله: "عجبًا لأربع أذرع في خمسة" هو القبر، "وجبل أشم" أي: مرتفع عالٍ.

الإعراب:

قوله: "لهفي": مبتدأ، وقوله: "عليك": خبره، أي: تلهفي عليك، قوله: "للهفة ": يتعلق بما دل عليه لهفي، واللام فيه للتعليل، أي: لأجل لهفة كائنة، "من خائف" أي: من شخص خائف.

حاصل المعنى: تحسري عليك لأجل تحسر خائف كان يطلب جوارك، أي: أمانك حين ليس له مجير.

وقد ادعى بعض المتشغبين أن البيت هكذا: لهفي عليك كلهفة. بكاف التشبيه، وهذا ليس بصحيح؛ لأن (١) مراده ليس تشبيه تلهفه بتلهف الخائف الذي كان يطلب جوار ذلك الهالك، وإنما مراده: بيان أنه يتلهف ويتحسر لأجل تلهف ذلك الخائف لفوات ما كان يأمله، والذي حملهم على ذلك اعتمادهم على النسخ السقيمة التي حرفها الجهال وأَخْذِهُمُ العلوم من المساطير دون أفواه الرجال المتقنين.

قوله: "يبغي": فعل وفاعل، وهو الضمير الذي يرجع إلى الخائف، وقوله: "جوراك": كلام إضافي مفعوله، والجملة صفة لخائف، قوله: "حين": نصب على الظرف وهو ظرف ليبغي، قوله: "ولات": مهملة هاهنا لعدم دخولها على الزمان، رقي له: "مجير": مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير: حين لات له مجير.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "حين لات" حيث أهملت عن العمل لعدم دخولها على الزمان؛ لأن شرط عملها كون معمولها اسم زمان، وعند الجمهور هي تعمل عمل ليس، ولا يذكر بعدها إلا أحد المعمولين، والغالب أن يكون المحذوف هو المرفوع (٢).


(١) في (أ): فإن.
(٢) اشترط الجمهور لعمل (لات) شرطين؛ الأول: أن تعمل في أسماء الزمان مثل: حين، وساعة، والثاني: أن يذكر أحد معموليها، والغالب حذف الاسم وبقاء الخبر كقوله تعالى: ﴿وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾ [ص: ٣]، وفي هذا الشاهد أهملت (لات) لعدم دخولها على الزمان. ينظر: شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٧٧)، وتوضيح المقاصد (١/ ٣٢٣)، والمغني (٢٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>