للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "ندم البغاة": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "ولات ساعة مندم": جملة حالية.

والمعنى: ندموا وقت لا ينفعهم الندم، "ولات" أصلها: "لا" بمعنى ليس، زيدت فيها التاء للتأكيد في معنى النفي ولتأنيث اللفظ؛ كما في ثمت، واختلفوا فيها؛ فقال بعضهم: إنها كلمة واحدة مثل قاض، ومعناه في الأصل نقص؛ كما في قوله تعالى: ﴿لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا﴾ [الحجرات: ١٤] فإنه يقال: لات يليت؛ كما يقال: ألت يألت، وقد قرئ بهما ثم استعملت للنفي (١).

ويقال: أصلها: ليس -بكسر الياء فقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها وأبدلت السين تاء فصار: لات (٢).

وقال أبو عبيدة وابن الطراوة: إنها كلمة وبعض كلمة؛ وذلك أنها لا النافية والتاء فيه زائدة في أول الحين، واستدل أبو عبيدة بأنه وجدها في مصحف عثمان - رضي الله تعالى عنه - مختلطة بحين في الخط. ولا حجة في ذلك؛ لأن في خط المصحف أشياء كثيرة خارجة عن القياس (٣).

وقال الزمخشري -رحمه الله تعالى-: زيدت التاء على لا وخصت بنفي الأحيان (٤).

قوله: "والبغي"؛ مبتدأ، و"مرتع مبتغيه": كلام إضافي مبتدأ ثان و"وخيم": خبره، والجملة خبر المبتدأ الأول.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ولات ساعة مندم" حيث زيدت التاء بعد "لا" التي بمعنى ليس وأنه يعمل عملها في أسماء الأحيان نحو: حين وساعة وأوان، والحاصل أن المراد بكون اسمها حينًا أن يكون اسم زمان لا لفظ حين بدليل البيت المذكور (٥).


(١) و (٢) ينظر المغني (٢٥٣).
(٣) ينظر مغني اللبيب (٢٥٤)، وحروف المعاني للزجاجي (٧٠).
(٤) قال الزمخشري عنها: "هي (لا) المشبهة بليس زيدت عليها تاء التأنيث كما زيد على رب وثم للتوكيد، وتغير بذلك حكمها حيث لم تدخل إلا على الأحيان". الكشاف (٣/ ٣٥٩)، (ط. دار الفكر)، والمغني (٢٥٤).
(٥) ذهب الفراء إلى أن (لات) لا تعمل إلا في لفظ الحين وهو ظاهر كلام سيبويه وذهب الفارسي وابن مالك وجماعة إلى أنها تعمل في الحين أو مرادفه كأسماء الزمان. ينظر حروف المعاني للزجاجي (٦٩) وما بعدها، والمغني (٢٥٤)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣٧٧، ٣٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>