للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "أكثرت": فعل وفاعل، و "في العذل": يتعلق به، قوله: "ملحًّا": نصب على الحال، و"دائمًا": صفته، قوله: "لا تكثرن": نهي مؤكد بالنون الخفيفة، ويروى: لا تلحني بمعنى لا تلمني، من لحيته بالفتح ألحاه لحيًا إذا لمته.

قوله: "إني" الياء اسم إن، وقوله: "عسيت صائمًا": خبره، وقد علم أن عسى تلحق بكان في رفع الاسم ونصب الخبر، فاسمه ضمير المتكلم، وخبره قوله: "صائمًا".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "عسيت صائمًا" وذلك لأن الأصل أن يكون خبر عسى فعلًا مضارعًا، وقد جاء ها هنا مفردًا وهو نادر (١)، وقد قيل في هذا المقام خلاف ذلك (٢)؛ وذلك لأن عسى هاهنا فعل تام خبري لا فعل ناقص إنشائي بدليل وقوعه خبرًا لإن، ولا يجوز بالاتفاق: إن زيدًا هل قام؟ بدليل قبول هذا الكلام التصديق والتكذيب، فعلى هذا؛ فالمعنى: إني رجوت أن أكون صائمًا فصائمًا خبر لكان والفعل مفعول لعسى (٣)، وسيبويه يجيز حذف أن والفعل إذا قويت الدلالة على الحذف؛ ألا ترى أنَّه قدر في قوله:

.................. … ................ من لد شولًا؟

من لد أن كانت شولًا (٤)، ومن وقوع عسى فعلًا خبريًّا، قوله تعالى: ﴿هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا﴾ [البقرة: ٢٤٦]؛ ألا ترى أن الاستفهام طلب فلا يدخل على الجملة الإنشائية، وأن المعنى: قد طمعتم أن لا تقاتلوا إن كتب عليكم القتال.

ومما يحتاج إلى النظر قول القائل: عسى زيد أن يقوم؛ فإنك إن قدرت عسى فيه فعلًا إنشائيًّا كما قاله النحويون أشكل؛ إذ لا يسند فعل [الإنشاء] (٥) إلا إلى منشئه، وهو المتكلم كَبِعْتُ


(١) الغالب في خبر كاد وأخواتها أن يكون جملة فعلية فعلها مضارع، فإن جاء خلاف ذلك كان نادرًا كبيت الشاهد. ينظر المغني (١٥٢)، وتوضيح المقاصد (١/ ٣٢٤)، وشرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٩٢، ٣٩٣).
(٢) في (أ): وقد قيل في هذا المقام: إن الحق خلاف هذا وذلك.
(٣) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٩٣)، والمغني (١٥٢).
(٤) ينظر الكتاب (١/ ٢٦٥)، والجزء المذكور قطعة من بيت من الرجز، تمامه:
......................... … من لد شولًا فإلى إتلائها
وقد مضى تحقيقه في الشاهد رقم (٢٠٥).
(٥) ما بين المعقوفين سقط في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>