للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي من قصيدة رائية، وأولها هو قوله (١):

١ - إذا المرءُ لَمْ يحتلْ وَقَدْ جَدَّ جِدُّه … أضَاعَ وقَاسَى أَمرَهُ وهو مُدْبرُ

٢ - ولكنْ أخو الحزمِ الَّذي ليس نازلًا … به الخطْبُ إلا وهو للقصْدِ مُبْصِرُ

٣ - فَذَاك قَريعُ الدُّهر ما عاش حوّلا … إذَا سُدَّ منه مَنْخِرُ جَاش مَنْخِرُ

٤ - أقولُ لِلحْيَانِ وقد صَفِرتْ لهم … وطَابِي وَيوْمِي ضَيِّقُ الحِجْرِ مُعْورُ

٥ - هُما خُطَّتَا إِمَّا إسَارٌ وَمِنَّةٌ … وإما دمٌ والقَتْلُ بالحرِّ أَجْدَرُ

٦ - وأخْرى أصادي النَّفْسَ عنْهَا وإِنَّهَا … لمورد حَزْمٍ إن فعلت ومصدر

٧ - فرشْتُ لها صَدْرِي فزَلَّ عنْ الصَّفَا … بهِ جُؤْجؤ عَبْلٌ ومَتنٌ مُخَصَّرُ

٨ - فخَالطَ سهْلَ الأزضِ لم تَكْدَح الصَّفَا … به كَدْحَةٌ والمَوتُ خَزْيانُ ينظرُ

٩ - فأبت إلى فهم ...................... … .............. إلى آخره

وهي من الطويل.

كان تأبط شرًّا يشتار عسلًا في جبل ليس له غير طريق فأخذ عليه لحيان ذلك الموضع وخيروه النزول على حكمهم أو إلقاء نفسه من الموضع الَّذي ظنوا أنَّه لا يسلم فصبّ العسل الَّذي معه على الصفا وألقى نفسه فسلم وجعل يكلمهم فكان بينهم وبين الموضع الَّذي استقر به على الطريق [مسيرة] (٢) ثلاثة أيام (٣).

١ - قوله: "وقد جدّ جده" أي: ازداد جده جدًّا، قوله: "أضاع" أي: ضيّع أو وجده ضائعًا، قوله: "وقاسى أمره" أي: شقي به وهو مؤول.

٢ - قوله: "أخو الحزم" وهو الشدة والضبط، ومنه الحزام والحزمة والحيزوم، والمعنى: صاحب الحزم وهو الذي يستعد للأمر قبل نزوله.

٣ - قوله: "فذاك" إشارة إلى أخي الحزم، قوله: "قريع الدهر" يحتمل وجهين:

أن يكون في معنى مختار الدهر، ويكون من قرعته؛ أي: اختبرته (٤) قرعتي. ويجوز أن يكون من قرعه الدهر بنوائبه حتَّى جرب وبصر، ويكون قريع في الوجهين فعيلًا بمعنى مفعول، قوله:


(١) ديوان تأبط شرًّا وأخباره (٨٦) تحقيق علي ذو الفقار (دار الغرب الإسلامي).
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٣) ينظر الأغاني (٢١/ ١٥١)، وشرح شواهد المغني (٩٧٥).
(٤) في (أ): اخترته.

<<  <  ج: ص:  >  >>