للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "كرب" -بفتح الراء من أفعال المقاربة ومعناه كاد، قوله: "من جواه" الجوى- بالجيم المفتوحة: شدة الوجد، و"الوشاة": جمع واش؛ من وشى به يشي وشاية إذا نمّ عليه وسعى به فهو واش، وأصله: استخراج الحديث باللطف والسؤال، وعند ابن الناظم:

................................ … حِينَ قَال العَذُولُ هِندٌ غَضُوبُ

من العذل وهو الملامة (١)، وهند: اسم امرأة، وغضوب: بفتح الغين وضم الضاد المعجمتين يعني: عبوس، وفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث كصبور.

والمعنى: كاد القلب يذوب من شدة شوقه وحزنه حين [قال] (٢) اللائم: محبوبتك هند غضوب عليك.

الإعراب:

قوله: "كرب القلب" كرب: فعل بمعنى كاد، والقلب: اسمه، وقوله: "يذوب": خبره، وقد علم أن حكم خبر كرب كحكم خبر كاد في أن الأكثر تجريده من "أن" ولم يذكر سيبويه فيه غير التجريد.

قوله: "من جواه" من للتعليل، ويتعلق بقوله كرب أو يذوب، قوله: "حين": نصب على الظرف مضاف إلى الجملة، و"الوشاة": فاعل قال، ومقول القول هو قوله: "هند غضوب"، وهند: مبتدأ، وغضوب: خبره، وهند يجوز صرفه ومنعه كما علم [مما تقرر] (٣) في موضعه (٤).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "يذوب" حيث استعمل من غير أن وهو خبر كرب؛ كما استعمل كذلك في كرب (٥).


(١) في شرح ابن الناظم (٦٠): حين قال الوشاة هند غضوب، وعلى ذلك فالرواية فيه كما نعتاد عليه، فلا معنى لقوله: "وعند ابن الناظم حين قال العذول".
(٢) و (٣) ما بين المعقوفين سقط في: (أ).
(٤) قال المرادي: "الثلاثي الساكن الوسط إذا لم يكن أعجميًّا ولا منقولًا من مذكر يجوز فيه المنع والصرف، فمن صرفه نظر إلى خفة السكون ومن لم يصرفه نظر إلى وجود السببين ولم يعتبر الخفة" ينظر: توضيح المقاصد للمرادي (٤/ ١٤٢) وابن يعيش (١/ ٦٠).
(٥) ينظر التعليق على الشاهد رقم (٢٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>