للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - قوله: "شجا": من الشجو وهو الهم والحزن، و"العوادي" بالعين المهملة: عوائق الدهر.

٢ - قوله: "أغاضر" منادى مرخم يعني: يَا غاضرة، قوله: "بنتم": من البين؛ وهو الفارقة، قوله: "جنوء" من جنأ على كذا -بالجيم والنون والهمز يجنأ بالفتح فيهما جنوأً إذا أكب، ومنه الحديث (١): "فرأيت الرَّجل يجنأ على المرأة يقيها الحجارة".

٣ - قوله: "أويت": جواب لو شهدت؛ أي: رثيت ورفقت، قوله: "لم تشكميه" أي: لم تجازيه؛ من الشكم -بضم الشين المعجمة وهو الجزاء، فإذا كان العطاء ابتداء فهو الشكد بالدال تَقُول منه: شكمته؛ أي: جزيته، والشكم -بفتح الشين مصدر وكذلك الشكد بالفتح، قوله: "نوافذه": ما نفذ إلى قلبه، قوله: "تحل منها" بالحاء المهملة؛ أي: أصب منها، يقال: ما حليت منه بشيء، ومنه حلوان الزاقي، وفي شرح الكافية تخل- بالخاء المعجمة، وعنها بدل منها ولا معنى لها ها هنا (٢).

٥ - قوله: "موشك": اسم فاعل من أوشك، وأصله من الوشك وهو السرعة، يقال: عجبت من وشك ذلك الأمر؛ أي: سُرْعَتَه، ويقال: وشكان ذَا خُرُوجًا؛ أي: عجلان، ووشك المين؛ أي: سُرْعَة الفراق، قوله: "وتعدو دون غاضرة العوادي" أي: تصرف عنها الصوارف، وقد ذكرنا أن العوادي عوائق الدهر وموانعه.

الإعراب:

قوله: "فإنك" الكاف اسم إن و"موشك": خبره، و"أن لا تراها": خبر موشك، قوله: "وتعدو": فعل مضارع، و"العوادي": فاعله، و"دون": نصب على الظرف أضيف إلى غاضرة، والجملة في محل النصب على الحال.

الاستشهاد فيه:

قوله: "فإنك موشك" حيث استعمل اسم الفاعل من أوشك وهو نادر قليل (٣).


(١) أخرجه البُخَارِيّ في صحيحه (فتح الباري) كتاب الحدود، باب الرجم في البلاط (١٢/ ١٥٣)، عن ابن عمر بلفظه: "فرأيت اليهودي يجنأ مليها"، وأخرجه أَيضًا في كتاب الخدور، باب أحكام أهل الذمة وإحصانهم إذا زنوا ورفعوا إلى الإمام (١٢/ ٢٠٣)، عن ابن عمر بلفظ: "فرأيت الرَّجل يحني على المرأة يقيها الحجارة".
(٢) انظر شرح الكافية الشافية لابن مالك (٤٦٠)، (الأصل والهامش) تحقيق: عبد المنعم هريدي، والأمر كما هنا.
(٣) ينظر الشاهد رقم (٢٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>