للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - تَلاقَينَا بِسَبسَبٍ ذي طَرِيفٍ … وبعضُهمْ على بَعضٍ حَنِيقُ

٣ - فجاءوا عارضًا بُرْدًا وجئنا … كمثلِ السَّيلِ أنَّ به الطَّرِيقُ

٤ - كَأنَّ النَّبْلَ بَينَهُمْ جَرَادٌ … تُصفقه شآمية خريقُ

٥ - كَأن هَزِيزَنَا لمَّا الْتَقَينَا … هَزيزُ أبَاءَةٍ فيهَا حَرِيقُ

٦ - بكُل قَرَارَةٍ مِنَّا ومِنهُمُ … بَنَانُ فَتًى وجُمْجُمَةٌ فَلِيقُ

٧ - فكَمْ مِنْ سَيِّدٍ فِينَا وفِيهِمْ … بذي الطرفَاء منْطِقُهُ شَهِيقُ

٨ - فأشبعْنَا السِّبَاعَ وأشْبَعُونَا … فرَاحَتْ كُلُّهَا تَيقٌ يَعُوقُ

٩ - وأبكينا نسَاءَهُمْ وأبْكَوْا … نِسَاءً مَا يَجِفُّ لَهُنَّ مُوقُ

١٠ - يجاوبن النباح بكل فَخْرٍ … وقد بُحَّتْ من النَّوْحِ الحلوقُ

١١ - تركنا الأبيض الوضَّاح فيهم … كأن سَوَادَ لِمتَّهِ العُذُوقُ

١٢ - تعاوره رماح بني لَكيز … فَخَرَّ كأنَّه سَيْفٌ ذَلِيقُ

١٣ - وقد قَتَلُوا بِهِ مِنَّا غُلامًا … كَرِيمًا لَم تَأَشبهُ العُرُوقُ

١٤ - فلما استَيقَنُوا بالصَّبرِ منا … تَذَكَّرَتِ الأيَاصِرُ والحقوقُ

١٥ - فأبقينا ولو شئنا تركنا … لجيمًا لا نَقُود ولا نَسُوقُ

وهي من الوافر وفيه العصب والقطف.

١ - قوله: "جيرتنا" بكسر الجيم، جمع جار، قوله: "استقلوا" أي: نهضوا مرتحلين مرتفعين من قولهم: استقل القوم إذا مضوا وارتحلوا، قوله: "فَنِيَّتُنَا" أراد بالنية الوجه الذي يقصده السافر من قرب أو بعد، قوله: "فريق" معناه: مُفْتَرِقَةٌ (١)، وقال الأعلم في شرح هذا البيت: الفريق يقع للواحد المذكر وغيره؛ كصديق وعدو، ومعناه ها هنا ما ذكرناه يصف الشَّاعر افتراقهم عند انقضاء المرتبع ورجوعهم إلى محاضرهم (٢).

٢ - قوله: "عراه" أي: خروقه، قوله: "يخر" أي: يسقط، و"المهاوي": ما بين العين إلى الصدر، مفرده مهواة، قوله: [ما يليق] (٣) أي: ما يَثْبُتُ ولا يستمسك.

٣ - و"الأنَاة" بفتح الهمزة والنون؛ وهي من النساء التي فيها فتور عند القيام وتأن، قوله: "مُبتَّلة" بضم الميم وفتح الباء الموحدة وتشديد التاء المثناة من فوق وفتح اللام، يقال: امرأة مبتَّلة


(١) في (أ): متفرقة.
(٢) انظر كتاب سيبويه، طبعة بولاق (١/ ٤٦٨) وهو نصه.
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>