للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - فإن جَاءكِ الوَاشُونَ عَنِّي بكِذْبَةٍ … فَرَوْهَا ولم يأْتُوا لهَا بحويلِ

٦ - وما زِلْتُ منْ لَيلَى لَدُنْ طُرَّ شَارِبِي … إلَى اليومِ كالمُقْصَى بكُل سَبيلِ

ويحتمل أن البيت الشاهد ليس من القصيدة المنسوبة إلى كثير، وإنما هُوَ لِغَيرِهِ وأُخِذَ منه على وجه السرقة، أو يَكون من توارد الخواطر وهو محل نَظَر لا يخْفَى.

وهي من الطَّويل.

٦ - قوله: "لدن" بمعنى: عند، وحقها لزوم الإضافة ولا يكون ما بعدها إلَّا مجرورًا، قوله: "كالهائم": من هام على وجهه يهيم هيمًا وهيمانًا: ذهب من العشق أو غيره، وقلب مستهام؛ أي: هائم، والهُيام [بالضم: أشد العطش] (١) والهُيام كالجنون من العشق، قوله: "المقصَى" بضم الميم وسكون القاف وفتح الصاد المهملة؛ أي: المبعد (٢)، وهو اسم مفعول من أقصى يقصى إقصاء، وهو الإبعاد، والقصا - بالمد والقصر: البعد والناحية، يقال: قَصِيَ فلان عن جوارنا بالكسر يَقْصَى قَصًا، وأقصيته أنا فهو مقْصيٌّ [ولا يقال: مُقْصَى] (٣)، وقصا المكان يقصو من باب دعا يدعو قُصُوًّا إذا بعد فهو قَصِيّ، وأرض قاصية وقصيّة.

قوله: "بكل مَرَاد" أي: بكل مذهب وهو بفتح الميم، والمراد في الأصل هو مراد الريح وهو المكان الذي يذهب فيه ويُجَاء، وَرِيَادُ الإبل: اختلافها في المرعى مقبلة ومدبرة، والموضع مراد.

والمعنى: ما زلت كالهائم الموله المبعد بكل مذهب من أَجل ليلى عند معرفتي إياها.

١ - قوله: "وآذن" بالمد؛ أي: أعلم، قوله: "بالقُفُول" بضم القاف ثم الفاء؛ وهو الرحيل.

٥ - قوله: "بحويل" بفتح الحاء المهملة وكسر الواو؛ اسم من حاولت الشيء إذا أردته، وقيل: من الاحتيال.

الإعراب:

قوله: "وما زلت" التاء فيه اسم ما زال، وخبره قوله: "لكالهائم"، والسلام فيه للتأكيد، والكاف للتشبيه، قوله: "من ليلى" كلمة من للتعليل؛ أي: من أَجل ليلى، ويتعلق بالهائم، قوله: "لدن": مضاف إلى الجملة التي بعدها، وقد استعمل بغير من، ولم تأت في التنزيل إلَّا مقرونة بها (٤) وكلمة أن مصدرية.


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) في (أ): المبعَدُون.
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٤) منه قول الله تعالى: ﴿وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران: ٨] وقوله تعالى: ﴿وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا﴾ [النساء: ٧٥] , وقوله تعالى: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾ [الكهف: ٦٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>