للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضامرة الصلب [شبهت] (١) بحرف الجبل، والحرف صفة لوجناء، ويقال: الوجناء: عظيمة الوجنتين، قولها: "تشكى" أي: تتشكى؛ فحذفت إحدى التائين، و"الكلال": الإعياء.

الإعراب:

قولها: "لقد" اللام للتأكيد، و "قد" للتحقيق، وفيه معنى القسم -أيضًا- أي: والله لقد علم الضيف، و "الضيف" فاعل علم، و"المرملون": عطف عليه، قولها: "إذا": للظرف بمعنى حين، و "أفق": مرفوع لأنه فاعل اغْبَرَّ، وقولها: "هبت": فعل ماض وفاعله مستتر فيه وهو الريح.

فإن قلتَ: أليس هذا إضمارًا قبل الذكر؟

قلتُ: قد يغني عن ذكر الفاعل استحضاره في الذهن بذكر فعل متعين لما لا يصلح إلا له فأغنى عن إظهار الريح استحضارها في الذهن بهبت فافهم.

قولها: "شمالا" بالنصب: حال وهو الصحيح، وقيل: تمييز؛ أي: من حيث الشمال؛ يعني: من جهته، قولها: "بأنك" بتخفيف النون قد خففت من المثقلة، والكاف اسم أن، وخبره قولها: "ربيع" والباء في بأنك تتعلق بقوله: "علم"، قولها: "غيث": عطف على قولها ربيع، وقولها: "مريع": صفة للغيث، قولها: "وأنك": عطف على قولها بأنك وهو أيضًا مثله مخففة من المثقلة والكاف اسم أن، وخبره قولها: "تكون الثمالا"، واسم كان مستتر فيه، وخبره قولها: "الثمالا".

الاستشهاد فيه:

في قولها: "بأنك"، وفي قولها: "وأنك" حيث صرح باسم أن المخففة في الموضعين؛ لأجل الضرورة، فأخبر عن الأول بالمفرد وعن الثاني بالجملة (٢).


(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) إذا خففت (أن) بقي عملها ووجب أن يكون اسمها ضمير شأن محذوف وأن يكون خبرها جملة اسمية أو فعلية، فإن ورد بروز اسمها وهو غير ضمير شأن فهذا قليل أو ضرورة، قال ابن مالك: وتخفف (أن) فلا تلغى كما تلغى (إنْ) المخففة إلا أن اسمها لا يلفظ به إلا في الضرورة ثم ذكر البيت. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٤٠)، وابن يعيش (٨/ ٧٣، ٧٤)، ورصف المباني (١٩٥)، والمغني (٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>