للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضم, قوله: "إن" كلمة الشرط، وجواب الشرط مقدم، وهو قوله: "إني زعيم".

وقوله: "من الرزاح": يتعلق بقوله: "أمنت", قوله: "ونجوت": عطف على قوله: [أمنت] (١)، قوله: "من عرض المنون" يتعلق بنجوت، وكذا قوله: "من الغدو".

وقد قلنا: إن (من) ها هنا لابتداء الغاية في الزمان وهو من أقوى الحجج للأخفش والكوفيين (٢).

قوله: "أن تهبطين": مفعول لقوله: "زعيم"، و"أن" هذه مخففة من الثقيلة، وأصله: أنك تهبطين, قوله: "بلاد قوم": كلام إضافي نصب على الظرف؛ أي: في بلاد قوم.

قوله: "يرتعون": جملة فعلية وقعت صفة لقوم، "من الطلاح" يتعلق بقوله: "يرتعون".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أن تهبطين"، حيث جاءت أن مخففة من الثقيلة ومصدرة بفعل مضارع من غير فصل، وأصله: أنك تهبطين؛ فخففها وحذف اسمها، وأولاها الفعل المتصرف الخبري.

قيل: هذا ليس بنص في الشاهد؛ إذ يحتمل أن تكون أن هذه الناصبة ولكنه أهملها حملًا على أختها "ما" المصدرية (٣).


(١) ما بين المعقوفتين سقط في (أ).
(٢) قال الأخفش: "في قوله تعالى: ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ﴾ [التوبة: ١٠٨] يريد منذ أول يوم؛ لأن من العرب من يقول: لم أره من يوم كذا يريد به من أول الأيام"، معاني القرآن (٢/ ٣٣٧) وقال الأنباري: ذهب الكوفيون إلى أن (منْ) يجوز استعمالها في الزمان والمكان". الإنصاف (٣٧٠، ٣٧١) وقال ابن هشام: (قال الكوفيون والأخفش والمبرد وابن درستويه: وفي الزمان أيضًا" المغني (٣١٨)، والارتشاف (٢/ ٤٤١)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣١ - ٣٣)، والهمع (١/ ٣٤)، والتذييل والتكميل لأبي حيان (٤/ ١٠٠٠)، د / الشربيني دكتوراه بكلية اللغة العربي؛ بالقاهرة. جامعة الأزهر.
(٣) ينظر الشاهد السابق رقم (٢٨٩)، وذهب البصريون إلى أن (أنْ) هي الناصبة للمضارع وترك إعمالها حملًا على (ما) المصدرية، وهي عند الكوفيين المخففة من الثقيلة.
ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>