قوله:"أشاء" نفس المتكلم من المضارع، و"شائية": اسم فاعله من شاء، قوله:"شأني": اسم فاعل من شنأ يشنأ شَنْئًا بتثليث الشين وشناءةً وشنْآنا بالتسكين وشنَآنا بالتحريك، أي: بغضه، وقُرئ بهما في قوله تعالى: ﴿شَنَآنُ قَوْمٍ﴾ [المائدة: ٢] والشناءة على مثال الشفاعة: اسم من الشنأ.
والمعنى: لا أزال للذي لا أنت شائية؛ أي: مريدة من شأننا؛ أي: حالنا شأني، أي: باغض.
الإعراب:
قوله:"أشاء": جملة من الفعل والفاعل وهو أنا المستتر فيه، قوله:"ما شئت": في محل النصب على الفعولية، و"ما" موصولة، و"شئت" بكسر التاء، جملة من الفعل والفاعل صلته، والعائد محذوف؛ أي: ما شئته.
قوله:"حتى": للغاية بمعنى إلى، و"لا أزال": منصوب بأن مقدرة، واسم زال هو الضمير المستتر فيه، وخبره هو قوله:"شاني" في آخر البيت، وأصله: شانئًا بالنصب فترك النصب للضرورة، قوله:"لما لا" الجار والمجرور يتعلق بقوله: "شاني" في آخر البيت وما موصولة، وكلمة "لا" مهملة عند الجمهور؛ لأن اسمَها معرفة وهو أنت وهو مبتدأ، وقوله:"شائية": خبره، وقوله:"من شأننا" يتعلق به.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"لا أنت" وذلك أن لا إذا كان اسمها معرفة أو منفصلًا منها يجب تكرارها وها هنا ترك التكرار لأجل الضرورة، ومذهب المبرد وابن كيسان أنه لا يشترط التكرار مطلقًا واحتجا على ذلك بهذا البيت (١).
(١) ذهب سيبويه والجمهور إلى أن (لا) النافية للجنس تعمل عمل إن ولكنها تهمل إذا فصل بينها وبين اسمها بفاصل أو إذا دخلت على معرفة ويلزم حينئذ تكرارها ليكون عوضا عما فاتها من مصاحبة ذي العموم وهو نفي الجنس لأن العرب جعلتها في جواب من تسأل بالهمزة وأم، كأن تقول: أرجل أم امرأة في البيت؟ فتقول: لا رجل ولا امرأة، وإن ورد في كلام العرب عدم تكرارها فضرورة وأجاز المبرد وابن كيسان عدم تكرار (لا) إذا فصل بينها وبين اسمها أو إذا جاء بعدها معرفة واستدلا بهذا البيت وبغيره. ينظر الكتاب (٢/ ٢٩٥) وما بعدها، والمقتضب (٤/ ٣٥٩) وما بعدها، والتذييل والتكميل لأبي حيان (٢/ ٨٩٧) وما بعدها (رسالة دكتوراه بالأزهر، د. السيد تقي)، والهمع (١/ ٤٨)، وشفاء العليل في إيضاح التسهيل (١/ ٣٨٤)، وقضايا الخلاف النحوية والصرفية في كتاب شفاء العليل (٢٨٤) وما بعدها (رسالة دكتوراه بالأزهر د. عبد العزيز فاخر ٢٠٠٠).