للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمنَ المَنُونِ وريبها تتوَجَّعُ … والدَّهْرُ ليسَ بمعتبٍ مَنْ يجْزعُ

ولم أجده في القصيدة المذكورة ولا في ديوانه، والحق أنه ليس منها، ولكنه لما كان من بحرها وهو بحر الكامل وقريبا منها ربما ظن أنه [منها] (١).

قوله: "شجوهن": من الشجو [وهو] (٢) الهم؛ يقال: شجاه يشجوه إذا حزنه، وأشجاه يشجيه إذا أغضبه، تقول منهما جميعًا: شجى بالكسر يشجي شجًا، والشجا: ما ينشب في الحلق من عظم وغيره، ورجل شج أي: حزين وامرأة شجية، على فعيلة (٣)، ويقال: ويل للشجي من الخلي، قوله: "ثم تصدعوا" أي: ثم تفرقوا، ويقال: تصدع القوم إذا تفرقوا.

الإعراب:

قوله: "فبكى": فعل ماض، و"بناتي": كلام إضافي فاعله، قوله: "شجوهن": كلام إضافي منصوب على التعليل، أي: لأجل شجوهن، ويجوز أن يكون منصوبًا على المصدرية من قبيل: قعدت جلوسًا، فإن البكاء يتضمن الشجو، قوله: "وزوجتي": كلام إضافي عطف على بناتي، و"الطامعون": عطف عليه، قوله: "ثم تصدعوا": جملة من الفعل والفاعل معطوفة على قوله: "فبكى بناتي".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "فبكى بناتي" حيث جاء الفعل بلا تأنيث، واحتج به الكوفيون والفارسي على أن سلامة نظم الواحد في جمع المؤنث لا يوجب التأنيث، وقال البصريون: سلامة نظم الواحد في جمع التصحيح يوجب التذكير إن كان الجمع للمذكر، والتأنيث إن كان للمؤنث، وأجابوا بأن البنات في البيت وغيره لم يسلم لفظ الواحد وكذلك البنون فافهم (٤).


= نسب لعبدة بن الطيب في شرح اختيارات المفضل (٧٠١)، ونوادر أبي زيد (٢٣)، وانظره دون نسبة في أوضح المسالك (٢/ ١١٦)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ١١٣)، والخصائص (٣/ ٢٩٥)، وشرح التصريح (١/ ٢٨٠).
(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (أ، ب).
(٣) في (أ): على فعلة.
(٤) يقول المرادي في هذه المسألة: "وأجاز الكوفيون إلحاق التاء مع جمع المذكر السالم فتقول: قامت الزيدون كما يجوز ذلك في التكسير، والصحيح أنه لا يجوز؛ إذ لم يسمع من كلامهم والقياس يأباه، لأنه بمنزلة: تام زيد وزيد وزيد لسلامة واحده".- شرح التسهيل للمرادي (١/ ٥١٨). والتوطئة (١٦٣)، وقد رد ابن مالك مذهب الكوفيين بالقياس والاستدلال بالشعر، يقول: أما القياس: فإنه بمنزلة تكرار كلمة (زيد) وكلمة زيد لا يلحق فعله تاء ولسلامة واحده. وأما الاستدلال: فلأنه لم يرد في الشعر ما أنث فعله وفاعله مذكرًا أفرد أو ثني، وعلى هذا لا يجوز: قامت الزيدون؛ لأنه بمنزلة: قام زيد وزيد وزيد، ولا يستباح: قامت الزيدون يقول الشاعر: =

<<  <  ج: ص:  >  >>