للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ختم الشعر بذي الرمة (١) والرجز برؤبة، وقال أبو عبد الله الرعيني (٢) في كتابه: "المؤاخي النادر في الجمع بين اللآلي والنوادر": إن العجاج أدرك أبا هريرة وروى عنه، وكان من أعراب البصرة، مخضرم أدرك الدولتين، ورؤبة وابنه أيضًا كان مقيمًا بالبصرة، فلما ظهر بها إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي (٣)، وخرج على أبي جعفر المنصور (٤) خاف رؤبة على نفسه، وخرج إلى البادية لتجنب الفتنة، فلما وصل إلى الناحية التي قصدها أدركه أجله بها، فتوفي هناك سنة خمس وأربعين ومائة، وكان قد أسن، قال محمد بن سلام: قلت ليونس (٥) النحوي: هل رأيت أعرابيًّا أفصح من رؤبة؟ قال: لا (٦) وعن ابن قتيبة: كان رؤبة يأكل الفأر فعوتب في ذلك، فقال رؤبة: هي أنظف من دواجنكم ودجاجكم اللائي يأكلن العذرة، وهل يأكل الفأر إلا نقي البر ولباب الطعام (٧)؟.

ورؤبة بضم الراء وسكون الهمزة وفتح الباء الموحدة وبعدها هاء ساكنة، وهي في الأصل اسم لقطعة من الخشب يشعب بها الإناء، وجمعها رئاب، وباسمها سمي الراجز المذكور (٨)، وعن يونس: الرؤبة خميرة اللبن، وقطعة من الليل، والحاجة، وجمام ماء الفحل (٩).

قوله: "من طلل .. إلى آخره" ليس من تتمة قوله: يا صاح ما هاج … إلى آخره؛ كما زعمه


= وفيات الأعيان (٣/ ٤٦٦) وما بعدها، ط. دار صادر، تحقيق: إحسان عباس، والمدارس النحوية د / شوقي ضيف: (٢٧).
(١) غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي، من مضر أبو الحارث ذو الرمة، من فحول الطبقة الثانية في عصره (ت ١١٧ هـ). الأعلام (٥/ ١٢٤).
(٢) هو محمد بن شريح بن أحمد الرُّعَيني أبو عبد الله، عالم بالقراءات من أهل أشبيلية، من كتبه: الكافي في القراءات (ت ٤٧٦ هـ). الأعلام (٦/ ١٨٥) والعِبَر في خبر من غبر للذهبي، تحقيق: محمد السعيد بن بسيوني زغلول (٢/ ٢٣٥)، ط، دار الكتب العلمية بيروت، أولى (١٩٨٥ م)، وقد يكون هو محمد بن سعيد بن محمد بن عثمان الأندلسي أبو عبد الله، رحالة من العلماء بالحديث (ت ٧٧٨ هـ). الأعلام (٦/ ١٣٩)، ولم يذكر أحد كتاب: "المؤاخي النادر في الجمع بين اللآلي والنوادر".
(٣) (ت ١٤٥ هـ). الأعلام (١/ ٤٨).
(٤) هو عبد الله بن محمد بن علي بن العباس، ثاني خلفاء العباسيين (ت ١٥٨ هـ). الأعلام (٤/ ١١٧).
(٥) يونس بن حبيب البصري، أستاذ سيبويه (ت ١٨٢ هـ)، ينظر المدارس النحوية (٢٨)، ومعجم الأدباء (٢٠/ ٦٤).
(٦) ينظر طبقات فحول الشعراء (٢/ ٧٦١ - ٧٦٧) الترجمة (٥).
(٧) في الشعر والشعراء لابن قتيبة يقول: قال أبو عبيدة: دخلت على رؤبة وهو يجيل جرذانًا على النار فقلت: أتأكلها؟ قال: نعم، إنها خير من دجاجكم إنها تأكل البر والتمر (١٤١) ط. عالم الكتب، ثالثة (١٩٨٤ م)، وينظر الخزانة للبغدادي (١/ ٩١).
(٨) ينظر اللسان، مادة: "رأب".
(٩) ينظر خزانة الأدب للبغدادي (١/ ٩٢، ٩٣) تحقيق: هارون، ط الهيئة المصرية العامة للكتاب، ثانية لسنة (١٩٧٩ م).

<<  <  ج: ص:  >  >>