للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - والشَّخطُ قطَّاعٌ رَجَاءَ مَنْ رَجَا … أَزْمَانَ أَبْدَت واضحًا مفلَّجا

٥ - أغرَّ برَّاقًا وطرْفًا أبرجا … وَمُقلَةً وحاجبًا مُزَجَّجا

٦ - وفاحمًا ومَرْسِنًّا مسرَّجا … وكفلًا وَعْثًّا إذا ترجرجَا

٧ - ومهمهٍ هالكٍ من تعرَّجا … هَائِلة أَهْوَالُهُ مَنْ أدْلَجا

ومن هذه القصيدة أيضًا:

١ - كأنَّ تحتي ذات شَغبٍ سمحجا … قَوْدَاءَ لا تحمل إلا مُخْدَجًا

٢ - جَأْبًا ثرَى تَلِويلَةَ مُسَحَّجَا … ............................

ومنها قوله:

٣ - فعَرَفُوا أن لا يُلاقُوا مخرجا … أو يَبتَغُوا إلَى السَّمَاء دَرَجَا

٤ - حَتَّى يَعُجَّ ثخَنًا مَن عجْعَجَا … فُيُودِي المُودِيُّ وَينْجُو مَنْ نَجَا

وبه سمي العجاج كما ذكرناه، فالأول: رجز فائي، والثاني: رجز جِيمي، وأصله في الدائرة: مستفعلن ست مرات، وقد دخله الطي (١) وهو إسقاط الرابع الساكن وهو الفاء (٢) فيصير: مستعلن، فيرد إلى مفتعلن وتقمعه ظاهر، فقوله: (من طلل) مطوي، وزنه مفتعلن والباقي سالم.

١ - قوله: "هاج" من الهيجان، يقال: هاج الشيء يهيج هيجًا وهياجًا وهيجانًا، واهتاج يهيج أي: ثار وتحرك، يقال: هاج به الدم والمرة، يقال: هاج وهاجه، يتعدى ولا يتعدى (٣) وها هنا هاج متعد، و "الذُّرَّف" بضم الذال المعجمة وفتح الراء المشددة جمع ذارفة، من ذَرَفَ الدمعُ إذا سال فهو ذارف ومذروف وذريف ودموع ذوارف، وقد ذَرِف دمعه ذروفًا، وذرفت عينه الدموع ذروفًا، وحكى في الصحاح ذَرَفَانَا (٤)، وقال الفراء (٥) ذَرّفَتْ عينهُ تذرافًا وتذرفيًا وتَذْرِفة (٦)، وقوله: "من طَلَل" بفتحتين وهو: ما شخص من آثار الدار وما سَوَّدُوا فيها، وجمعه: أطلال وطلول.


(١) ينظر علم العروض والقافية، د / عبد العزيز عتيق (٧١) ط. دار النهضة العربية: بيروت (١٩٨٧ م).
(٢) في (أ): إسقاط الساكن الثاني من السبب الثاني.
(٣) لسان العرب مادة: "هيج".
(٤) الصحاح مادة "ذَرَفَ".
(٥) يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي أبو زكرياء الفراء، أخذ عن الكسائي، وكان أبرع الكوفيين، له معاني القرآن وغيره (ت ٢٠٧ هـ)، انظر إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغوين لعبد الباقي اليماني، تحقيق: عبد المجيد دياب (٣٧٩)، ط أولى (١٩٨٦ م). الأعلام (٩/ ١٧٨) وبغية الوعاة (٢/ ٣٣٣).
(٦) ينظر اللسان، مادة: "ذرف".

<<  <  ج: ص:  >  >>