للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - قوله: "سماوة الهلال" سماوة كل شيء: شخصه، أراد كشخص الهلال في دقته وانحنائه، و: "الاحقيقاف" الاعوجاج.

١ - قوله: "أشجانا" جمع شجن بفتحتين وهو الحزن، وأما الشجن الذي معناه الحاجة فيجمع على شجون، قال الشاعر (١):

والنفس شتى شجونها … ............................

والعروضيون يروونه: ما هاج أحزانًا وشجوا قد شجا (٢) والشجو الحزن أيضًا، يقال: شجاني الشيء أحزنني، والشجا: ما نشب في الحلق من غصة هم، و: "مفازة شجواء": صعبة المسالك.

فإن قلت: ما فائدة عطف الشجو الذي هو الحزن على (أحزانًا) على رواية العروضيين؟.

قلت: لما تغاير اللفظان عطف أحدهما على الآخر، وإن كان معناهما واحدًا.

قوله: "كالأتحمي" بفتح الهمزة وسكون التاء المثناة من فوق وفتح الحاء المهملة: نوع من البرود بها خطوط دقيقة، وليس الياء فيها للنسبة، فإنما هي مثل الياء في قولهم: قصب يردي وكلب زفتي، ويقال: هو نسبة إلى أتحم موضع باليمن تعمل (٣) فيه البرود وتنسب إليه، والأول هو الصحيح، وشبه به الأطلال من أجل المخطوط التي فيه؛ كما شبه بالمصحف، قوله: "أنهجا"، فعل ماض، يقال: أنهج الثوب إذا بلي وخَلِق، قال الجوهري: أنهج الثوب إذا أخذ في البلى، قال (٤) عبد بني الْحَسْحَاس (٥):

فما زَال بُرْدِي طيبًا من ثيابها … إلى الحَوْلِ حَتَّى أنْهَجَ البُرْدُ بَالِيَا

٢ - قوله: "مدرجًا"؛ أي: طريقًا؟ قوله: "واتخذته النائجات منأجًا"، من نأجت الريح


(١) مطلع أرجوزة للعجاج في ديوانه (٧) وهو شاهد على جمع شجن على شجون
(٢) ينظر الوافي في العروض والقوافي للتبريزي: (١٠٥).
(٣) في (أ): يعمل.
(٤) هو سحيم عبد بني الحسحاس شاعر رقيق كان عبدًا نوبيًّا، أعجمي الأصل، اشتراه بنو الحسحاس، رآه النبي وكان يعجبه شعره (ت ٤٠ هـ). الأعلام (٣/ ٧٩) وفوات الوفيات (٢/ ٤٢) وما بعدها تحقيق د. إحسان عباس، ط. دار صادر بيروت.
(٥) من الطويل، انظر ديوان سحيم (٢٠) ط. دار الكتب. وروايتهُ في الصحاح:
فما زال بردي طيبًا من ثيابها … إلى الحول حتى أنهج الثوب بالي
ينظر الصحاح، مادة: "نهج"، وطبقات فحول الشعراء لابن سلام (١/ ١٨٨) تحقيق: محمود شاكر، وهو شاهد على أن "نهج" بمعنى بلى وخلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>