للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المهملة؛ من وزعت الرَّجل عن الأمر؛ أي: كففته وسمي الكلب وازعًا؛ لأنه يكف الذئب عن الغنم.

٩ - قوله: "الشغاف" بفتح الشين والغين المعجمتين، وهو حجاب القلب، قوله: "تبتغيه الأصابع" أي: أصابع الأطباء الذين يعالجونه.

١٠ - قوله: "في غير كنهه" أي: جاءني وعيده في غير قدر الوعيد وفي غير حقيقته، أي: لم أكن بلغت ما يغضب عليّ فيه ويتوعدني من أجله، قوله: "راكس بالراء والكاف والسين المهملة؛ اسم واد، و"الضواجع": جمع ضاجعة وهي منحنى الوادي ومُنْعطفه.

الإعراب:

قوله: "على حين" على ها هنا ظرف كفي؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ﴾ [القصص: ١٥] أي: في وقت غفلة.

والمعنى ها هنا: في وقت عاتبت، وحين ها هنا مبني مضاف إلى جملة، وهي فعل مبني بناء أصليًّا، ويجوز فيه الإعراب، ولكن البناء أرجح للتناسب، قوله: "عاتبت": جملة من الفعل والفاعل، و "المشيب" مفعوله، و "على الصبا" يتعلق بعاتبت، و"على" ها هنا للتعليل، والمعنى: عاتبت المشيب لأجل الصبا؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: ١٨٥] أي: لهدايته إياكم.

قوله: "وقلت" عطف على قوله: "عاتبت [قوله: "] (١) ألما" الهمزة للاستفهام على وجه الإنكار، ولما من الجوازم، و "أصح": مجزوم به، و"الشيب": مبتدأ، و"وازع": خبره والجملة وقعت حالًا.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "حين" حيث بني على الفتح لإضافته إلى فعل بناؤه لازم كما ذكرناه؛ ويجوز كسره للإعراب، ولكن البناء أرجح. فافهم (٢).


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) قال ابن مالك: "تضاف أسماء الزمان المبهمة غير المحدودة إلى الجمل، فتبنى وجوبًا، إن لزمت الإضافة، وجوازًا راجحًا إن لم تلزم، وصدرت الجملة بفعل مبني، ثم شرحه قائلًا: "فنبهت على جواز الإعراب وترجيح البناء في نحو قوله: (البيت)، وفي نحو قول الآخر:
لأجتَذِبَنْ عنْهُنَّ قلْبِي تحَلُّمَا … على حين يستصْبين كُلَّ حَليمِ".
ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٢٥٥)، وقال سيبويه: "وزعموا أن ناسًا من العرب ينصبون هذا الذي في موضع رفع فقال الخليل ﵀ هذا كنصب بعضهم: (يومئذ) في كل موضع، فكذلك غير أن نطقت، وكما قال النابغة: =

<<  <  ج: ص:  >  >>