للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - قوله: "مجعجعة": من الجعجعة وهي صوت الرحى (١)، و"الكوم" بضم الكاف؛ جمع كوماء، وهي الناقة أنعطمة السنام، قوله: "زواهق" بالزاي المعجمة؛ جمع زاهقة وهي السمينة.

٩ - و"الزهم" بضم الزاي المعجمة؛ جمع زهماء وهي السمينة -أيضًا-، و"البهازر" بفتح الموحدة؛ جمع بهازرة وهي الناقة السمينة.

١٠ - قوله: "ضروب" على وزن فعول؛ مبالغة ضارب، و"نصل السيف": حديدته وذبابه طرفه الَّذي يضرب به، و"السوق" بضم السين؛ جمع ساق، و"السمان": جمع سمينة، وأراد بها السوق السمان، قوله: "عاقر" بالقاف؛ من العقر وهو النحر.

الإعراب:

قوله: "ضروب": خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو ضروب، وقوله: "بنصل السيف": كلام إضافي يتعلق به، والباء فيه للاستعانة كما في: كتبت بالقلم، و"سوق" بالنصب مفعول لقوله: "ضروب"، و"سمانها": مجرور بالإضافة، قوله: "إذا" ظرف لقوله "ضروب"، و"عدموا": فعل وفاعل، و"زادًا" مفعوله، كذا قاله البعض، وليس كذلك؛ بل إذا للشرط، وعدموا فعل الشرط.

وقوله: "فإنك عاقر": جملة وقعت جوابًا للشرط، فلذلك دخلت الفاء، والعامل في إذا فعل محذوف دل عليه عاقر، والتقدير: إذا عدموا زادًا عقرت.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ضروب" فإنه صيغة مبالغة للضارب، وقد عمل عمل فعله؛ حيث نصب سوق سمانها، وقال ابن ولاد (٢): سألت أبا إسحاق؛ لم صار ضروب ونحوه يعمل وهو بمنزلة ما استقر وثبت؛ وضارب لا يعمل إذا كان كذلك؟

فقال: لأنك تريد أنها حال ملازمة هو فيها، ولست تريد أنَّه فعل فعله مرة واحدة وانقضى الفعل؛ كما تريد في: ضارب.

فإذا قلت: هذا ضروب رؤوس الجبال أمس، فإنما هي حال كان فيها؛ فنحن نحكيها (٣)، قال ابن عصفور: هذا الَّذي ذهب إليه أبو إسحاق هو الصحيح، والدليل على صحته قول أبي طالب:


(١) نقده البغدادي هنا في موضعين، في قوله: "شرعية" بضم الشين، فقال: إنها بالكسر، وفي قوله: "مجعجعة" إنها صوت الرحى، فقال: الجعجعة صوت الإبل.
(٢) هو أحمد بن محمد بن ولاد النحوي (ت ٣٣٢ هـ)، ينظر بغية الوعاة (١/ ٣٨٦).
(٣) ينظر الانتصار لابن ولاد (٦٨ - ٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>