للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك بدلًا فيصدر عنها، ولا الذي يصدر عنها لا يريد منها بدلًا أيضًا، فيصدر ليريد غيرها، ومعنى يحور: يرجع.

الإعراب:

قوله: "أفد الترحل": جملة من الفعل والفاعل (١)، و "أن" مع جملتها في محل الجر بإضافة "غير" إليها، [قوله] (٢): لما "تزل": جملة وقعت خبرًا لأن, قوله: "وكأن" مخففة من الثقيلة، و "قد": حرف وحذف فعله؛ كما ذكرنا.

فإن قلت: الاستثناء فيه منقطع أم متصل؟

قلت: منقطع؛ أي: قرب ارتحالنا ولكن (٣) رحالنا بعد لم تزل على عزمنا على الانتقال.

الاستشهاد فيه:

في دخول تنوين الترنم في الحرف، وذلك في قوله: "وكأن قدن" وذلك أن تنوين الترنم يشترك في الاسم والفعل والحرف.

أما الاسم فكما في قوله:

يا صاح ما هاج العيون الزرقن … ..................... (٤)

وأما في الفعل كما في قوله:

.......................... … كالأتحمى أنهجن

وأما في الحرف فكما في هذا البيت (٥)، وفيه استشهاد آخر وهو حذف الفعل الواقع بعد كلمة "قد" (٦) ولكن لم يورد ها هنا (٧) إلا لما ذكرنا [فافهم] (٨).


(١) في (أ): من فعل وفاعل.
(٢) سقط في (ب).
(٣) في (أ): لكن.
(٤) ينظر الشاهد رقم (٣)، البيتان للعجاج.
(٥) ينظر الخزانة (٣/ ٢٣٢)، وشرح شواهد المغني للسيوطي (١/ ٤٩٠) وما بعدها، وهو شاهد على دخول الترنم في الحرف وهو "قد".
(٦) أشار بهذا إلى جواز حذف الفعل بعد قد، ويكون التقدير: (وكأن قد زالت) وفي الخزانة يقول: وقد أورده ابن هشام على أن الفعل يجوز حذفه بعدها لقرينة، والتنوين أيضًا على أن، دال قد لحقها تنوين الترنم وهو اللاحق للقوافي المطقة بدلًا من حروف الإطلاق، وظهر قوله: إنه تنوين محصل للترنم، وقد صرح بذلك ابن يعيش والذي صرح به سيبويه وغيره من المحققين أنه جيء به لقطع الترنم، وأن الترنم هو التغني يحصل بأحرف الإطلاق لقبوله لمد الصوت فيها فإذا أنشدوا ولم يرنموا جاءوا بالنون في مكانها، ولا يختص هذا التنوين بالاسم بدليل قوله: "وكأن قد" البيت، ينظر الخزانة (٣/ ٢٣٥) وابن يعيش (٩/ ٢٩).
(٧) في (ب): هنا.
(٨) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>