للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوق، وهو اسم رجل وإليه تنسب الثياب التَّزيدية (١).

وقال الرُّشَاطِي (٢): تزيد في الأنصار، وفي قضاعة، فالذي في الأنصار: تزيد بن جشم بن الخزرج منهم بنو سلمة، ولم أر هذه النسبة، أعني: التزيدية في الأنصار (٣)، والذي في قضاعة: تزيد بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة؛ إليهم تنسب الثياب التزيدية، وقال ابن الكلبي: كانت الترك أغارت على تزيد فأفنوهم بآمد، فقال في ذلك عمرو (٤) بن مالك التزيدي (٥):

وليلتنا بآمْدٍ لم تَنَمْهَا … كَلَيلَتِنَا بِمَيَّا فَارِقِينَا

ثم قال: اليزيدي بالياء آخر الحروف في قريش، وفي غيرها؛ فالذي في قريش: يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية، وفي همدان: يزيد بن قَشم بن ربيعة بن مُرْهِبة، وفي حِمْيَرٍ: يزيد بن منصور الحميري.

قوله: "ظلمًا" من ظلم يظلِم من باب ضرب يضرب، والظلم: وضع الشيء في غير محله، أو منعه عن محله، قوله: "فديد" بالفاء وهو الصياح، وقال ابن فارس: الفَدِيدُ: الصَّوْتُ والجلبَة (٦)، وفي الحديث: "إِن الجفاء وَالْقَسْوَةَ فيِ الْفَدَّادِينَ وَهِيَ أَصْواتُهُمْ فيِ حُرُوثِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ" (٧) ومعنى البيت: أُعلمت أن هذه الجماعة الذين هم أقوياء لهم جلبة وصياح من أجل ظلمهم علينا.

الإعراب:

قوله: "نُبِّئْتُ" التاء فيه: مفعول أول أقيم مقام فاعله، و "أخوالي": في محل النصب مفعول ثان، وقوله: "لهم فديد": جملة من المبتدأ والخبر في موضع مفرد منصوب على أنه مفعول ثالث، والتقدير: فَادِّين.


(١) ابن يعيش (١/ ٢٨).
(٢) عبد الله بن علي بن عبد الله اللخمي الأندلسي، عالم بالأنساب والحديث، له مصنفات عديدة (ت ٥٤٢ هـ). الأعلام (٤/ ١٠٥).
(٣) في (أ): في أحد من الأنصار.
(٤) لعله عمرو بن مالك بن زيد بن عائش بن عكابة بن بكر بن وائل، شاعر جاهلي قديم لم تذكر وفاته. ينظر الأعلام (٥/ ٨٥).
(٥) البيت من بحر الوافر وأورده الشارح للاستدلال على فناء تزيد عندما غارت عليهم الترك.
(٦) مجمل اللغة لابن فارس، مادة: "فد".
(٧) الحديث عن ابن مسعود في البخاري بفتح الباري (٦/ ٣٥٠) ط. دار المعرفة، تحقيق: عبد العزنر بن باز وآخرين ونصه: "أشار رسول الله ﷺ نحو اليمن فقال: الإيمان يمان ها هنا، ألا إن القسوة وغلظة القلوب في الفدَّادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر"، وينظر النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، تحقيق: طاهر الزاوي، ومحمود الطناحي، ط. دار الفكر (٣/ ٤١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>