للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صُنِعَ لي ما لم يصنع بأحد، من غير حدث أحدثْتُه، فقال له: معاوية [] (١)، وأي حدث أعظم من حدث أحدثته في قولك (٢):

١ - أَلا أَبْلغ مُعَاويَةَ بنَ حَرْب … مُغَلْغَلَةً عَن الرَّجُلِ اليَمَانِي

٢ - أتغضب أن يقال أبوك عف … وتَرْضَى أنْ يُقَال أبُوكَ زَاني

٣ - فاشهَد أن رحِمَكَ من زِيَادِ … كرَحم الفيل من ولدِ الأتانِ

٤ - وأشهدُ أنَّهَا حَمَلَت زيادًا … وصخر من سَمَيَّةَ غير دانٍ؟

فحلف ابن مفرغ أنه لم يقله، وإنما قاله عبد الرحمن بن الحكم أخو مروان، فأخذني (٣) ذريعة إلى هجاء زياد، فغضب معاوية على عبد الرحمن بن الحكم وقطع عطاءَه.

قوله: "عدس" بفتح العين والدال والسين المهملات؛ وهي في الأصل صوت يزجر به البغل، وقد يسمَّى البغل به، قال (٤):

إذا حَمَلتُ بزَّتِي على عَدَس … عَلَى التي بَين الحِمَار والفَرَسْ

فَلا أُبَالِي من غدَا وَمَنْ جَلَس … ............................

قوله: "لعباد" بفتح العين المهملة، على وزن فعال بالتشديد، وهو عباد بن زياد بن أبي سفيان، ويروى: لعباس. فما أدري ما وجهه (٥)، قوله: "إمارة" بكسر الهمزة؛ أي: أمر وحكم، قوله: "أمنت" من الأمان، ويروى: نجوت من النجاة، وهكذا أنشده الجوهري (٦)، قوله: "وهذا تحملين" أي: والذي تحملينه، "طليق" أي: مطلق من الحبس.

٢ - قوله: "تلاحم" أي: التصق.

٣ - قوله: "بحمحام" بحائين مهملتين، وهو اسم للبريد الذي أرسلهُ معاوية بسببه.


(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) الأبيات من بحر الوافر، وهي في ديوان يزيد بن مفرغ الحميري (٢٣٠)، وينظر الأبيات في الخزانة (٤/ ٣٢٤)، واللسان، مادة: "عدس"، وغير ذلك من الكتب، ورواية البيت الأول في الخزانة هي:
ألا أبلغ معاوية بن صخر … لقد ضاقت بما تأتي اليدان
(٣) في (أ): فاتخذني.
(٤) الأبيات من بحر الرجز، وهي في الخزانة (٦/ ٤٨) (هارون)، وانظرها في تخليص الشواهد (١٢٥)، وابن يعيش (٤/ ٢٤، ٧٩)، وقد أوردها العيني استدلالًا على أن اسم البغل هو: "عدس".
(٥) اعتراض من العيني على الرواية.
(٦) الصحاح للجوهري، مادة: "عدس" وروايته: (على الذي بين .. ).

<<  <  ج: ص:  >  >>