للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله "أما": تنبيه واستفتاح مثل ألا (١)، "ودماء": مجرور بواو القسم، أي وحق دماء، وجواب القسم في البيت الثالث، وهو قوله: "لقد ذاق منا عامر"، قوله: "مائِرات": صفة للدماء، قوله: "تخالها": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، صفة أخرى للدماء.

قوله: "على قنة العزى": يتعلق بمحذوف، وهو في موضع النصب على الحال من الضمير المنصوب في "تخالها"؛ أي: تحسبها في حالة كونها على رأس العزى عَنْدَمًا؛ لأنهم كانوا يصيبون الصنم بذلك الدم، و "بالنسر" الباء فيه بمعنى على، أي: وعلى النسر، أي: وعلى قنة النسر، والباء تجيء بمعنى على كما في قوله تعالى (٢): ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ﴾ [آل عمران: ٧٥] " أي: على قنطار (٣).

قوله: "عندمًا" منصوب؛ لأنه مفعول ثانٍ لقوله: "تخالها قوله: "وما سبح الرهبان": كلمة "ما" مصدرية أي؛ وحق تسبيح الرهبان وتنزيههم، "أبيل الأبيليين": كلام إضافي منصوب بقوله: "سبح ومعناه: لمائرة الرهبان أبيل الأبيلين.

قوله: "المسيح بن مريما": عطف بيان من أبيل الأبيلين، قوله: "لقد ذاق": جواب القسم، و "عامر": فاعله، و "حسامًا": مفعوله، قوله: "إذا ما هزّ بالكف صمما": جملة وقعت صفة للحسام، ومعنى "صمم": عض وأثبت أسنانه.

الاستشهاد فيه:

على دخول الألف واللام في "النسر" لأجل الضرورة؛ وذلك لأن نسرًا علم لصنم معين كما ذكرنا، فلا يحتاج إلى التعريف (٤).


(١) أما حرف استفتاح مثل (ألا)، ويكثر ذلك قبل القسم نحو: أما والله لقد كان كذا وكذا، وقد تحذف ألفها. ينظر الجنى الداني (٣٩٠).
(٢) وتمام الآية: ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ .. ﴾.
(٣) قال المرادي: "العاشر: الاستعلاء، وعبر بعضهم عنه بموافقة على، وذكروا لذلك أمثلة؛ منها قوله تعالى ( … الآية) ". الجنى الداني (٤٢، ٤٣).
(٤) قال ابن مالك: "عروض زيادتها في علم كقول الشاعر .. وقال آخر: " … البيت" أراد نسرًا وهو صنم". ينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٢٥٩، ٢٦٠)، والبيت في اللسان: "عندم" غير منسوب لأحد، والمنصف (٣/ ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>