للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التفضيل، ومن كمضاف ومضاف إليه، فإذا جعل (نحن) مرفوعًا بخير على الفاعلية لم يلزم ذلك؛ لأن فاعل الشيء كالجزء منه (١).

وقال ابن هشام في التذكرة: فإن قيل: أيجوز أن يكون (خير) خبر مبتدأ مقدمًا، ومنكم: غير صلة بل ظرف؛ كأنه قال: فخير نحن عند الناس فيكم؛ كما أنشد أبو زيد -أيضًا- (٢):

ولستُ بالأَكْثَرِ منهم حَصًى … ...............................

تقديره: ولست أكثر فيهم حصى؛ لأن أل ومن لا يجتمعان.

فالجواب: أن هذا ليس قصد الشاعر ولا المعنى عليه، إنما يريد: نحن خير منكم، لأنا نفعل ما لا تفعلون؛ ألا تراه يقول بعده:

فلم تثق العواتق من غيور … بغيرته وخلين الحجالا

قوله: "عند الناس" كلام إضافي، والعامل خير، لا المبتدأ المحذوف؛ أعني: "نحن" الذي يقدر قبله، على رأي أبي علي وابن خروف، على أن يكون التقدير: فنحن عند الناس خير منكم؛ لأنك إن نزلته هذا التنزيل فصلت بين الصلة والموصول بالأجنبي.

قوله: "إذا الداعي": مرفوع بفعل محذوف يفسره الظاهر تقديره: إذا قال الداعي، و "المثوب": صفة الداعي، قوله: "يالا": مقول القول.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "فخير نحن" حيث سد "نحن" الذي هو فاعل مسد الخبر من غير أن يتقدمه نفي ولا استفهام، وهذا شاذ عند سيبويه (٣) وقد قررناه (٤).


(١) شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٢٧٤).
(٢) من السريع للأعشى ديوانه (١٨١) سلسلة شعراؤنا، طبعة دار الكتاب العربي ثانية (١٩٩٤ م) وعجزه:
.......................... … إنما العزة للكاثر
ينظر ابن يعيش (٦/ ١٠٣)، وشرح التصريح (٢/ ١٠٤)، والأشموني (٣/ ٣٥)، والخزانة رقم (٦١٧)، والمساعد (٢/ ١٧٤)، وشواهد ابن عقيل (١٩٥)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٥٨).
(٣) قال سيبويه: "ومع هذا أنك ترى الصفة تجري في معنى يفعل، يعني: هذا رجل ضارب زيدًا، وتنصب كما ينصب الفعل". ينظر الكتاب لسيبويه (١/ ٢١)، وينظر (١/ ١٠٨) وما بعدها، والشاهد موافق لاختيار ابن مالك والأخفش والكوفيين، وهو قول سيبويه كما نص عليه ابن مالك، لكنه على قبح دون منع. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٢٧٣، ٢٧٤).
(٤) ينظر الشاهد (١٥٠، ١٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>