للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقاصد نقولًا كثيرة مطولة تبلغ الصفحة والصفحتين، نبه على ذلك أو لم ينبه.

وقد ظهر ذلك لنا ونحن نحقق كتاب المقاصد؛ حيث كُنَّا نرى النقل الطَّويل لتفسير مفردات البيت عند السيوطي؛ كما هي عند العيني، وكنا نجد كثيرًا من مقطوعات الشواهد عند السيوطي؛ كما هي عند العيني.

لقد تأثر السيوطي في شرحه لشواهد مغني اللبيب للسيوطي بالعيني تأثرًا كبيرًا؛ حيث كان ينقل منه قصيدة البيت، وشرح القصيدة كلها، ولا يترك إلَّا كلمة: "قوله" التي تميز بها العيني، وكان يلقب كتابه بقوله: "قال العيني في الكبرى" (١).

هذا بيت من الرجز، وهو قوله (٢):

قَدْ سَالمَ الحَيَّاتِ مِنْهُ القَدَمَا … الأُفْعُوَانَ والشُّجَاعَ الشَّجْعَمَا

ذكره السيوطي في شرحه (٣)، ثم أتبعه بأبيات الأرجوزة، وبعد سرد الأبيات أتبعه السيوطي بشرح الأبيات، ووجدت الأمر كما فعله العيني تمامًا بتمام.

وعلى ذلك فإن كتاب المقاصد من الكتب الأساسية التي اعتمد عليها السيوطي في شرحه لشواهد أخرى.

كتب أخرى تأثرت بكتاب المقاصد: ولم يقف تأثير كتاب المقاصد الكبرى للعيني على كتب الإمامين عبد القادر البغدادي، وجلال الدين السيوطي فحسب، بل امتد تأثيره إلى كتب أخرى، فهذا كتاب شرح فيه صاحبه شواهد همع الهوامع للسيوطي، وهو كتاب: (الدرر اللوامع على همع الهوامع شرح جمع الجوامع في العلوم العربية) للعلامة الفاضل الشَّيخ أحمد ابن الأمين الشنقيطي المتوفى (١٣٣١ هـ)؛ حيث وجدت في الكتاب المذكور عدة نقول أيضًا من كتاب المقاصد، ولا عجب في ذلك، فكلاهما يسير في طريق واحد، وكلاهما يقصد إلى هدف واحد، وهو شرح الشواهد النحوية.

وهنا أمر يجب أن ننبه عليه ونشير إليه، له علاقة بتأثير كتاب المقاصد فيمن جاء بعده، نختم به هذا الفصل، هو أن جامعي الدواوين والقصائد والمقطوعات في العصر الحديث اعتمدوا على كتاب المقاصد كثيرًا في سرد القصائد والمقطوعات، وبخاصة الدواوين التي فقدت، أو الشعراء


(١) انظر شرح شواهد مغني اللبيب للسيوطي (٥٥٧).
(٢) انظر الشاهد رقم (٨٢٥) من شواهد هذا الكتاب.
(٣) انظر شرح شواهد مغني اللبيب للسيوطي (٩٧٣ - ٩٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>