للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو من قصيدة لامية من البسيط وأولها هو قوله (١):

ا - شَرِّدْ بِرَحْلِكَ عَنِّي حَيْثُ شِئْتَ وَلَا … تُكْثِرْ عَلَيَّ وَدَعْ عَنْكَ الأَقَاويلا

٢ - فَقَدْ رُمِيتَ بِدَاءٍ لَسْتَ غَاسِلَهُ … مَا جَاوَرَ السّيْلُ أَهْلَ الشَّامِ والنِّيلا

٣ - فَمَا انْتِفاؤُكَ مِنْهُ بَعْدَ مَا قَطَعَتْ … هُوجُ المطِيِّ بِهِ أَكَنَافَ شِمْلِيلا

٤ - قد قيل .............. … ...................... إلى آخره

٥ - فالْحَقْ بِحَيثُ رَأيْتَ الأَرْضَ وَاسِعَةً … وَانْشُرْ بِهَا الطَّرْفَ إِنْ عَرْضا وَإنْ طُولا

وقصة ذلك أن بني جعفر بنِ كِلاب قد وفدوا على النعمان، ورئيسهُم يومئذ أبو [براء] (٢) عامر بن مالك ملاعب الأسنة عم لبيد بن ربيعة بن مالك، فلم يلتفت إليهم النعمان، وأراهم جفوة، وقد كان يقربهم ويكرمهم، وكان الربيع بن زياد العبسي جليسَه وسميرَه، فاتهموه بالسعي [عليهم عند] (٣) النعمان وتفاوضوا، وكان بنو جعفر له أعداء، وكان لبيد غلامًا من جملتهم يتخلف في رحالهم ويحفظ متاعهم فأتاهم وهم يتذاكرون أمر الربيع، فسألهم فكتموه.

فقال: واللَّه لا أحفظ لكم متاعًا أو تخبروني (٤)، وكانت أم لبيد تامر بنت زنباع القيسية، وكانت في حجر الربيع بن زياد، فقالوا له: دخلنا على الملك وصَدَّ عَنَّا بوجْهِهِ، فقال لهم: هل تقدرون أن تجمعوا بيني وبينه فأزجره بكلام لا يلتفت إليه النعمان بعد ذلك أبدًا؟ فقالوا: هل عندك من شيء؟ قال: نعم، فكسوه حلة وعدوا على النعمان فوجدوه يتغدى مع الربيع بن زياد ليس معهما ثالث، والدار والمجالس مملوءة من الوجوه، فلما فرغ من غدائه أذن للجعفريين فذكروا الذي قدموا له من حاجتهم فاعترض الربيع في كلامهم فقال لبيد (٥):

١ - يَا وَاهِبَ الْخَيْرِ الجَزيلِ مِنْ سَعَهْ … نَحْنُ بَنُو أمِّ البَنِيَن الأَرْبَعَهْ

٢ - سُيُوفُ جِنٍّ وجِفَانٌ مُتْرَعَهْ … وَنَحْنُ خَيرُ عَامِرِ بنِ صَعْصَعَهْ

٣ - المُطْعِمُونَ الجفنَةَ المدُعْدَعَهْ … الضَّارِبُونَ الهامَ وَسْطَ الخَيضَعَهْ

٤ - إِلَيْكَ جَاوَزْنَا بِلَادًا مَسْبَعَهْ … نُخْبِر عَنْ هَذَا خَبِيرًا فَاسْمَعَهْ

٥ - مَهْلًا أَبَيْتَ اللَّعْنَ لَا تَأكُلْ مَعَهْ … إِن اسْتَهُ مِنْ بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ


(١) ينظر شرح شواهد المغني للسيوطي (١٨٩)، وخزانة الأدب (٤/ ١٠)، وشرح أبيات سيبويه (٣٢٩) د. محمد هاشم.
(٢) و (٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٤) في (أ): تخبرونني.
(٥) الأبيات من بحر الرجز المشطور، من قصيدة طويلة في ديوان لبيد (٩٢)، دار صادر، وهي في شرح شواهد المغني للسيوطي (١٨٨)، وخزانة الأدب (٤/ ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>