للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - وَإِنَّهُ يُولِجُ فِيهَا إصْبَعَهْ … يُولِجُهَا حَتَّى يُوَارِى أَشْجَعَهْ

٧ - كَأنما يَطْلُبُ شَيئا أَوْدَعَهْ … ...........................

فالتفت النعمان إلى الربيع وقال: أذاك أنت يا ربيع؟ قال: لا، والله لقد كذب ابن الأحمق اللئيم، فقال النعمان: أف لهذا الطعام، لقد خَبُثت عَلَيَّ نفسي، وقام الربيع وانصرف إلى منزله، وأمر له النعمان بضعف ما كان يُجِيزُهُ به، وأمره بالانصراف فلحق بأهله، وأرسل إلى النعمان بأبيات منها (١):

١ - لئن رحِلْتُ جِمَالِي لَا إِلَى سعَةٍ … ما مِثْلُهَا سعَةٌ عَرْضا وَلَا طُولا

٢ - بِحَيْثُ لَوْ وُزِنَتْ لَخْمٌ بأَجْمَعِهَا … لم يَعدِلوا ريشةً من رِيشِ شَمْويلا

٣ - تَرْعَى الرَّوَائِمَ أَحْرَارَ البُقُولِ بِهَا … لا مثلَ رَعْيِكُمُو مِلْحًا وَغِسْويلَا

٤ - فابرق بأرضِكَ بَعْدِي واخْلِ متكئًا … مع النطاسي طَوْرًا وابن تَنْويلا

فأجابه النعمان بقوله:

شرد برحلك عني حيث شئت ولا … ................................

إلى آخر الأبيات التي ذكرناها آنفًا.

١ - قوله: "شرد": من التشريد، وهو الطرد؛ قال تعالى: ﴿فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ﴾ [الأنفال: ٥٧]، أي: فرق بهم وبدد جمعهم، و "الأقاويل": جمع أقوال، وهو جمع قول.

٣ - قوله (٢): "هوج المطي به" الهوج بضم الهاء وسكون الواو وفي آخره جيم، وهو جمع هَوْجَاء وهي الناقة التي بها عُوج لسرعتها، و"شمليلا" بكسر الشين المعجمة وسكون الميم وكسر اللام وسكون الياء آخر الحروف، وهي الناقة الخفيفة، وكذا الشملال، والشِّمِّلة بكسر الشين وتشديد الميم.

٢ - قوله (٣): "جفان مترعة" أي: ممتلئة، من أتْرَعْتُ الإناء إذا ملأتها.

٣ - قوله: "مدعدعة" أي: مملوءة، و "الهام": جمع هامة وهي الرأس، و "الخيضعة" بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الضاد المعجمة، والعين المهملة، وهي صوت القتال والسلاح، ويروى: تحت الخيضعة موضع وسط الخيضعة، وحكى أبو عبيد عن


(١) الأبيات من البسيط وتوجد في شرح شواهد المغني للسيوطي (١٨٨، ١٨٩)، وانظرها مسندة إلى الربيع في اللسان: "سمل" وفي الخزانة (٤/ ١٢)، قال صاحب اللسان: قال الربيع بن زياد الكامل أحد أخوال لبيد بن ربيعة ..
(٢) أول شرح أبيات النعمان: شرد برحلك …
(٣) أول شرح أبيات لبيد: يا واهب الخير الجزيل .........

<<  <  ج: ص:  >  >>