للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - كيفَ المَزارُ وقدْ تربَّعَ أَهْلُهَا … بعنيزتَيِن وأهلنَا بالعَيلَمِ

٨ - إن كنتِ أزمعتِ الفراقَ فإنما … زُمَّتْ رِكَابُكم بلَيل مظْلِمِ

وهي من الكامل.

١ - قوله: "هل غادر" أي: هل ترك الشعراء؟ وهو جمع شاعر، و"المتردم": من ردمت الشيء إذا أصلحته وقويت ما وهي منه، يقول: ما أبقى الشعراء لأحد معنى إلا وقد سبقوا إليه، قوله: "بعد توهم": من توهمت الشيء إذا أنكرته فتثبت فيه وطلبت حقيقته.

٢ - قوله: "أعياك" أي: أعجزك، يعني: أخفى رسم الدار عليك لدروسه فلم تستبن به الدار إلا بعد إنكار وتثبت؟ وضرب لذلك مثلًا بقوله: لم يتكلم حتى تكلم كالأصم الأعجم، أي: لم يبين لك أولًا أهي الدار التي عهدت أم لا؟ حتى بينها آخرًا بعد جهد ومشقة؟

٣ - قوله: "سفع" بضم السين المهملة وسكون الفاء وفي آخره عين مهملة؛ وهو السواد يضرب إلى الحمرة، وأراد بها الأثافي السود، و"الرواكد": المقيمة الثابتة، و"الجثم" بضم الجيم وتشديد الثاء المثلثة، ومعناه: اللاصقة بالأرض الثابتة فيها، وأصله من جثم الطائر إذا لصق بالأرض.

٤ - قوله: "بالجواء" بكسر الجيم؛ وهو المطمئن من الأرض المتسع، ويقال: هو موضع بعينه (١)، قوله: "عمي صباحًا" أي: انعمي صباحًا وهي تحية أهل الجاهلية، قوله: "واسلمي": دعاء لها بالسلامة من الدروس والتغير.

٥ - قوله: "علقتها عرضًا" أي: اعترضني حبها من غير أن أرومه وأتعرض له وأنا مع ذلك أقتل قومها، فكيف أحبها وأنا أقتلهم؟ وإنما يريد أن قومها أعداء له فلا سبيل له إليها، فأنكر لذلك حبه لها، فقال مخاطبًا نفسه: هذا فعل ليس يفعل، وضرب الزعم مثلًا، والزعم إنما هو في الكلام دون الفعل، وإنما يريد أن حبه لها ليس له ظاهر يوجبه لقتله قومها، فكأنه ليس بحب.

٦ - قوله: "ولقد نزلت إلى آخره" يعني: أنت عندي بمنزلة المحب المكرم فلا تظني غير ذلك، و"المحب" بفتح الحاء؛ بمعنى المحبوب، والمستعمل في الكلام: المحبوب، ولكنه أجراه على أصله من أحببت، قوله: "الأكرم" (٢) لتفضيل المفعول، والدليل عليه ما جاء في بعض الروايات المكرم على صيغة الفعول من الإكرام.

٧ - قوله: "كيف المزار" يعني: كيف لي أن أزورها وأهلها متربعون بموضع لا مرتبع فيه؟


(١) ينظر الصحاح مادة: "جوى" ومعجم البلدان (٢/ ٢٠٢).
(٢) في (أ) الإكرام.

<<  <  ج: ص:  >  >>