(٢) ينصب المفعول به بعد حذف حرف الجر المعدى به الفعل وهذا النصب مع الحذف لا يكون قياسيًا إلا مع (أنْ) و (أنّ) كما ذهب إليه كل من سيبويه والمبرد وغيرهما من النحاة. يقول سيبويه: "هذا باب آخر من أبواب (أن) تقول: جئتك أنك تريد المعروف. إنما أراد لأنك تريد المعروف، ولكنك حذفت اللام هاهنا كما تحذف من المصدر إذا قلت: وَأُغْفِرُ عوراء الكريمِ ادخارَهُ … وَأُعْرِضُ عن ذنبِ اللئيمِ تكَرُّمًا أي: لادخاره، وسألت الخليل عن قوله: ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ [المؤمنون: ٥٢] فقال إنما هو على حذف اللام؛ كأنه قال: ولأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون … وتقول: لبيك إن الحمد والنعمة لك، وإن شئت قلت (أن). ولو قال إنسان إن (أن) في موضع جر في هذه الأشياء ولكنه حرف كثر استعماله في كلامهم فجاز فيه حذف الجار، كما حذفوا (رب) في قولهم: =