للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعجمة وفي آخره نون (١)، ويروى: حتى يعج عندها من عجعجا، قال اللحياني (٢): رجل عجعاج؛ أي صيَّاح (٣).

الإعراب:

قوله: "يا صاح" كلمة يا: حرف النداء، وصاح: منادى مرخم على لغة الانتظار (٤) ولم يرخم على لغة الاستقلال (٥) وترخيمه نادر كقولهم: أطرق كرا (٦)؛ لأنه ليس بعلم ولا مؤنث، وقول من قال أصله: صاحبي رُخِّمَ بحذف المضاف إليه، ثم بحذف آخر المضاف (٧) مردود.

قوله: "ما هاج" ما: مبتدأ، وهاج: فعل، والضمير الذي هو فيه فاعله يرجع إلى "ما" والعيون مفعوله، "الذرَّفَنْ": نصب على أنها صفة للعيون، والجملة خبر المبتدأ، قوله: "من طلل" جار ومجرور متعلق بقوله: هاج، قوله: "أمسى" جملة في محل الجر على أنها صفة لطل، وأمسى من الأفعال الناقصة، ومعناهُ ها هنا صار (٨).

قوله: "المصحفن" مفعول يحاكي، والجملة في محل النصب على أنها خبر أمسى، قوله: "ما هاج أشجانًا" الكلام فيه كالكلام في قوله: ما هاج العيون.

قوله: "قد شجا" جملة فعلية وقعت صفة لقوله: شجوًا، ومفعول شجا محذوف تقديره.


(١) لم يفسر معناه العيني: يقال ثخن ككرم ثخونة غلظ وصلب فهو ثخين، ففي الصحاح مادة: "ثخن" يقول الجوهري: "ثخن ثَخُنَ الشيء ثَخانَةً، أي غلُظَ وصلب، فهو ثَخينٌ".
(٢) علي بن المبارك أبو الحسن اللحياني، من بني لحيان بن هذيل، له: النوادر المشهورة، لم يذكر وفاته. بغية الوعاة (٢/ ١٨٥).
(٣) قال الجوهري: "العجُّ": رفع الصوت، الصحاح، مادة: "عجج".
(٤) يقصد بلغة الانتظار عند النحويين: بقاء الاسم على حاله بحد الحذف منه لأجل الترخيم؛ كقوله: يا فاطم ببقاء الميم مفتوحة، ينظر ابن يعيش (٢/ ٢٠)، وابن الناظم (٢٣٣)، وتطبيقات نحوية وبلاغية، د / عبد العال سالم مكرم (٢/ ١٢٢) وما بعدها، ط. مؤسسة الرسالة بيروت، ثانية (١٩٩٢ م).
(٥) هو جعل الاسم المرخم بعد الحذف منه اسمًا كاملًا مبنيًّا على الضم دون النظر إلى ما حذف منه، ينظر ابن الناظم (٢٣٣) وتطبيقات نحوية وبلاغية (٢/ ١٢٢).
(٦) يقول ابن مالك: "ولا يستباح في غير ضرورة ترخيم منادى عارٍ من علمية ومن هاء تأنيث، وشذ قولهم في صاحب: يا صاح، وفي كروان: يا كرا، وزعم المبرد أن ذكر الكروان يقال له: كرا، ومن أجل قوله قلت: وأطرق كرا على الأشهر؛ لأن الأشهر في أطرق كرا، أطرق يا كروان فرخم وحقه ألا يرخم؛ لأنه اسم جنس عار من هاء التأنيث وقدر ما بقى مستقلًا فأبدلت الواو ألفًا، وحذف حرف النداء، وحقه ألا يحذف؛ لأنه اسم جنس مفرد". شرح التسهيل (٣/ ٣٤٢).
(٧) قال الصبان: "زعم ابن خروف أن الأصل: صاحبي وأنه أجري مجرى المركب المزجى، فرخم بحذف الكلمة الثانية ثم أدركه ترخيم آخر بعد ذلك الترخيم فحذف الباء من صاحب، وهو تعسف لا داعي له" (٣/ ١٨٥).
(٨) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>