سيف عن سعيد بن بزيع أخبرنا محمد ابن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن أبا صالح السمان حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله ﷺ يقول لأكثم بن الجون يا أكثم بن الجون رأيت عمرو ابن لحى يجر قصيه في النار فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به قال أكثم عسى أن يضرني شبهه قال لا إنك مؤمن وهو كافر إنه كان أول من غير دين إسماعيل فنصب الأوثان وسيب السائبة وبحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمى الحامي قال أبو عمر الحديث الذي فيه ذكر الدجال لا يصح إنما يصح ما قاله في ذكر عمرو بن لحي وهو عم سليمان بن صرد الخزاعي رأس التوابين الذي قتل بعين الوردة طالبا بثأر الحسين ابن علي ﵉ وسيرد ذكره إن شاء الله تعالى ومن حديث أكثم ما رواه صمرة بن ربيعة عن عبد الله بن شودب عن أبي نهشل عن شل بن ثعلبة المزني عن أكثم بن أبي الجون قال قلنا يا رسول الله فلان بحري في القتال قال هو في النار قال قلنا يا رسول الله فلان في عبادته واجتهاده ولين جانبه في النار فأين نحن قال إن ذاك اختار النفاق وهو في النار قال فكنا نتحفظ عليه في القتل فكان لا يمر به فارس ولا راجل إلا وثب عليه فكثر جراحه فأتينا رسول الله ﷺ فقلنا يا رسول الله استشهد فلان قال هو في النار فلما اشتد به ألم الجراح أخذ سيفه فوضعه بين ثدييه ثم اتكأ عليه حتى خرج من ظهره فأتيت النبي ﷺ فقلت أشهد أنك رسول الله فقال إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمن أهل الجنة تدركه الشقوة والسعادة عند خروج نفسه فيختم له بها أخرجه الثلاثة
(د ع * أكثم) بن صيفي وهو ابن عبد العزى بن سعد بن ربيعة بن أصرم من ولد كعب بن عمرو عداده في أهل الحجاز ساق هذا النسب ابن منده وأبو نعيم ولما بلغ أكثم ظهور رسول الله ﷺ أرسل إليه رجلين يسألانه عن نسبه وما جاء به فأخبرهما وقرأ عليهما إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فعادا إلى أكثم فأخبراه وقرءا عليه الآية فلما سمع أكثم ذلك قال يا قوم أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا في هذا الامر رؤسا ولا تكونوا أذنابا وكونوا فيه أولا ولا تكونوا فيه آخرا فلم يلبث أن حضرته الوفاة فأوصى أهله أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم فإنه لا يبلى عليها أصل