للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترون أنكم مستضلعون به وافون له بما عاهدتموه عليه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف فهو والله خير الدنيا والآخرة قال عاصم فوالله ما قال العباس هذه المقالة إلا ليشد لرسول الله بها العقد وقال عبد الله بن أبي بكر ما قالها إلا ليؤخر بها أمر القوم تلك الليلة ليشهد عبد الله بن أبي أمرهم فيكون أقوى لهم قالوا فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا قال الجنة قالوا أبسط يدك فبسط يده فبايعوه فقال عباس بن عبادة للنبي أن شئت لنميلن عليهم غدا بأسيافنا فقال النبي لم نؤمر بذلك ثم إن عباسا خرج إلى رسول الله وهو بمكة وأقام معه حتى هاجر إلى المدينة فكان أنصاريا مهاجريا وآخى رسول الله بينه وبين عثمان بن مظعون ولم يشهد بدرا وقتل يوم أحد شهيدا أخرجه الثلاثة

(ب د ع * عباس) بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة عم رسول الله وصنو أبيه يكنى أبا الفضل بابنه الفضل وأمه نتيلة بنت خباب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر وهو الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط وهي أول عربية كست البيت الحرير والديباج وأصناف الكسوة وسببه أن العباس ضاع وهو صغير فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت فوجدته ففعلت وكان أسن من رسول الله بسنتين وقيل بثلاث سنين وكان العباس في الجاهلية رئيسا في قريش وإليه كانت عمارة المسجد الحرام والسقاية في الجاهلية أما السقاية فمعروفة وأما عمارة المسجد الحرام فإنه كان لا يدع أحدا يسب في المسجد الحرام ولا يقوم فيه هجرا لا يستطيعون لذلك امتناعا لأن ملأ قريش كانوا قد اجتمعوا وتعاقدوا على ذلك فكانوا له أعوانا عليه وشهد مع رسول الله بيعة العقبة لما بايعه الأنصار ليشدد له العقد وكان حينئذ مشركا وكان ممن خرج مع المشركين يوم بدر مكرها وأسر يومئذ فيمن أسر وكان قد شد وثاقه فسهر النبي تلك الليلة ولم ينم فقال له بعض أصحابه ما يسهرك يا نبي الله فقال أسهر لأنين العباس فقام رجل من القوم فأرخى وثاقه فقال له رسول الله مالي لا أسمع أنين العباس فقال الرجل أنا أرخيت من وثاقه فقال رسول الله فافعل ذلك بالأسرى كلهم وفدى يوم بدر نفسه وابني أخويه عقيل بن أبي طالب

<<  <  ج: ص:  >  >>