فقال لي بم أمرت قلت أمرت بخمسين صلاة كل يوم قال إن أمتك لا تستطيع ذلك قد جربت بني إسرائيل قبلك فارجع إلى ربك فسله لتخفيف لأمتك فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال إن أمتك لا تطيق ذلك فلم أزل بين ربي وموسى حتى جعلها خمسا فقال موسى إن أمتك لا تطيق ذلك فسله التخفيف قال قلت قد سألت ربي حتى استحييت فلما جاوزت نادى مناد قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي قال أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري قالوا فرض على رسول الله ﷺ الصلاة ركعتين ركعتين ثم أتمت صلاة المقيم أربعا وبقيت صلاة المسافر على حالها وذلك قبل قدوم رسول الله المدينة مهاجرا بشهر
[الهجرة إلى المدينة]
لما بايعت الأنصار رسول الله ﷺ على ما نذكره إن شاء الله تعالى أمر أصحابه فهاجروا إلى المدينة وبقي هو وأبو بكر وعلي فخرج هو وأبو بكر مستخفيين من قريش فقصدا غارا بجبل ثور فأقاما به ثلاثا وقيل أكثر من ذلك ثم سارا إلى المدينة ومعهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن اريقط وكان مقامه بمكة عشر سنين وقيل ثلاث عشرة سنة وقيل خمس عشرة سنة والأكثر ثلاث عشرة سنة وكان قدوم رسول الله ﷺ إلى المدينة في قول ابن إسحاق يوم الإثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول وقال الكلبي خرج من الغار أول ربيع الأول وقدم المدينة لاثنتي عشرة خلت منه يوم الجمعة والله تعالى أعلم
[ذكر الحوادث بعد الهجرة]
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء الأصبهاني أخبرنا الأديب أبو الطيب طلحة بن أبي منصور الحسين بن أبي ذر الصالحاني أخبرنا جدي أبو ذر محمد بن إبراهيم سبط الصالحاني أخبرنا أبو الشيخ الحافظ حدثنا ابن أبي حاتم حدثنا الفضل بن شاذان حدثنا محمد بن عمرو زنيج حدثنا أبو زهير حدثنا الحجاج ابن أبي عثمان الصواف عن أبي الزبير عن جابر قال غزا رسول الله ﷺ إحدى وعشرين غزوة بنفسه شهدت منها تسع عشرة غزوة وغبت عن اثنتين أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده عن يونس عن ابن إسحاق قال فجميع ما غزا رسول الله ﷺ بنفسه ستا وعشرين غزوة
(وأول غزوة غزاها ودان)
وهي الأبواء قال ابن إسحاق وكان آخر غزوة غزاها رسول الله ﷺ حتى قبضه الله تعالى تبوك وبالإسناد عن ابن إسحاق قال وكانت سرايا