منهم عثمان وعبد الرحمن بن عوف والمقداد وابن مسعود وغيرهم وكان يحفظ على أولادهم مالهم وينفق عليهم من ماله وشهد الزبير الجمل مقاتلا لعلي فناداه علي ودعاه فانفرد به وقال له أتذكر إذ كنت أنا وأنت مع رسول الله ﷺ فنظر إلي وضحك وضحكت فقلت أنت لا يدع ابن أبي طالب زهوه فقال ليس بمزه ولتقاتلنه وأنت له ظالم فذكر الزبير ذلك فانصرف عن القتال فنزل بوادي السباع وقام يصلي فأتاه ابن جرموز فقتله وجاء بسيفه إلى علي فقال إن هذا سيف طالما فرج الكرب عن رسول الله ﷺ ثم قال بشر قاتل ابن صفية بالنار وكان قتله يوم الخميس لعشر خلون من جمادي الأولى من سنة ست وثلاثين وقيل إن ابن جرموز استأذن على علي فلم يأذن له وقال للآذن بشره بالنار فقال
أتيت عليا برأس الزبير … أرجو لديه به الزلفه
فبشر بالنار إذ جئته … فبئس البشارة والتحفه
وسيان عندي قتل الزبير … وضرطة عنز بذي الجحفه
وقيل إن الزبير لما فارق الحرب وبلغ سفوان أتى إنسان إلى الأحنف بن قيس فقال هذا الزبير قد لقي بسفوان فقال الأحنف ما شاء الله كان قد جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف ثم يلحق ببيته وأهله فسمعه ابن جرموز وفضالة بن حابس ونفيع بن غواة من تميم فركبوا فأتاه ابن جرموز من خلفه فطعنه طعنة خفيفة وحمل عليه الزبير وهو على فرس له يقال له ذو الخمار حتى إذا ظن أنه قاتله نادى صاحبيه فحملوا عليه فقتلوه وكان عمره لما قتل سبعا وستين سنة وقيل ستا وستين وكان أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية وكثير من الناس يقولون أن ابن جرموز قتل نفسه لما قال له علي بشر قاتل ابن صفية بالنار وليس كذلك وإنما عاش بعد ذلك حتى ولي معصب بن الزبير البصرة فاختفى ابن جرموز فقال مصعب ليخرج فهو آمن أيظن أني أقيده بأبي عبد الله يعني أباه الزبير ليسا سواء فظهرت المعجزة بأنه من أهل النار لأنه قتل الزبير ﵁ وقد فارق المعركة وهذه معجزة ظاهرة أخرجه الثلاثة
(د ع * الزبير) بن أبي هالة روى عيسى بن يونس عن وائل ابن داود عن البهي عن الزبير قال قتل النبي ﷺ رجلا من قريش يوم بدر صبرا ثم قال لا يقتلن بعد اليوم رجل من قريش صبرا قال أبو حاتم هذا هو الزبير بن أبي هالة أخرجه ابن منده وأبو نعيم