دهاة العرب أربعة معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وزياد فأما معاوية بن أبي سفيان فللأناة والحلم وأما عمرو بن العاص فللمعضلات وأما المغيرة فللمبادهة وأما زياد فللصغير والكبير وكان قيس بن سعد بن عبادة من الدهاة المشهورين وكان أعظمهم كرما وفضلا قيل إن المغيرة أحصن؟ امرأة في الإسلام وقيل ألف امرأة وولاه عمر بن الخطاب البصرة ولم يزل عليها حتى شهد عليه بالزنى فعزله ثم ولاه الكوفة فلم يزل عليها حتى قتل عمر فأقره عثمان عليها ثم عزله وشهد اليمامة وفتوح الشام وذهبت عينه باليرموك وشهد القادسية وشهد فتح نهاوند وكان على ميسرة النعمان بن مقرن وشهد فتح همدان وغيرها واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان وشهد الحكمين ولما سلم الحسن الأمر إلى معاوية استعمل عبد الله ابن عمرو بن العاص على الكوفة فقال المغيرة لمعاوية تجعل عمرا على مصر والمغرب وابنه على الكوفة فتكون بين فكي أسد فعزل عبد الله عن الكوفة واستعمل عليها المغيرة فلم يزل عليها إلى أن مات سنة خمسين روى عنه من الصحابة أبو أمامة الباهلي والمسور بن مخرمة وقرة المزني ومن التابعين أولاده عروة وحمزة وعفار وروى عنه مولاه وراد ومسروق وقيس بن أبي حازم وأبو وائل وغيرهم وهو أول من وضع ديوان البصرة وأول من رشى في الإسلام أعطى برقا حاجب عمر شيئا حتى أدخله إلى دار عمر أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى حدثنا أبو الوليد الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم قال أخبرني ثور بن يزيد عن رجاء بن حياة عن كاتب المغيرة وهو وراد عن المغيرة بن شعبة أن النبي ﷺ مسح أعلى الخف وأسفله وتوفي بالكوفة سنة خمسين ولما توفي وقف مصقلة بن هبيرة الشيباني على قبره فقال
إن تحت الأحجار حزما وجودا … وخصيما ألد ذا معلاق
حية في الوجار أربد لا … ينفع منه السليم نفث الراقي
ثم قال أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت شديد الأخوة لمن آخيت أخرجه الثلاثة
(ب س * المغيرة) بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي ولد على عهد رسول الله ﷺ بمكة قبل الهجرة وقيل لم يدرك من حياة رسول الله ﷺ إلا ست سنين يكنى أبا يحيى بابنه يحيى وأم يحيى أمامة بنت أبي العاص بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه