وقال ابن منده رد النبي ﷺ ابنته على أبي العاص بعد سنتين بنكاحها الأول وولد له من زينب علي بن أبي العاص وقد ذكرناه وأمامة بنت أبي العاص ويرد ذكرها في الكنى إن شاء الله تعالى ولما أرسل رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب إلى اليمن سار معه وكان مع علي أيضا لما بويع أبو بكر وتوفيت زينب وهي عند أبي العاص وتوفي أبو العاص سنة اثنتي عشرة أخرجه الثلاثة قلت قول ابن منده أن النبي ﷺ رد زينب بعد سنتين ليس بشئ فإن أبا العاص أرسلها بعد بدر وكانت بدر في السنة الثانية وأسلم أبو العاص قبيل الفتح أول السنة الثامنة فيكون نحو ست سنين فقوله سنتين ليس بشئ
(ب س * أبو عامر) * الأشعري عم أبي موسى اسمه عبيد بن سليم بن حضار وقد تقدم عند ترجمة أبي موسى عبد الله بن قيس وقال ابن المديني اسمه عبيد بن وهب فلم يصنع شيئا وكان أبو عامر من كبار الصحابة قتل يوم حنين أخبرنا عبيد الله بن السمين بإسناده إلى يونس عن ابن إسحاق قال وبعث رسول الله ﷺ في آثار من توجه إلى أوطاس أبا عامر الأشعري فأدرك من الناس بعض من انهزم فناوشوه القتال فرمي بسهم فقتل فأخذ الراية أبو موسى الأشعري فقاتلهم ففتح عليه فهزمهم فزعموا أن سلمة بن دريد بن الصمة هو الذي قتل أبا عامر رماه بسهم فأصاب ركبته فقتله وقيل إن دريد هو الذي قتل أبا عامر وقتله أبو موسى وذلك غلط فان دريد إنما حضر الحرب شيخا كبيرا ولم يباشر الحرب لكبره أخبرنا يحيى ابن محمود وعبد الوهاب بن أبي حبة بإسنادهما عن مسلم حدثنا عبد الله بن براد وأبو كريب واللفظ لابن براد قالا أخبرنا أبو أسامة عن يزيد عن أبي بردة عن أبيه قال لما فرغ رسول الله ﷺ من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم أصحابه فرمي أبو عامر في ركبته رماه رجل من بني جشم فأثبته في ركبته فقلت يا عم من رماك فأشار أن ذاك قاتلي قال أبو موسى فقصدت له فلحقته فاختلفنا ضربتين فقتلته ثم رجعت إلى أبي عامر فنزعت السهم فقال يا ابن أخي انطلق إلى رسول الله ﷺ فأقره مني السلام وقل له يقول لك استغفر لي ومكث يسيرا فمات فلما رجعت إلى رسول الله ﷺ فأخبرته بخبر أبي عامر وقلت له قال استغفر لي فرفع يديه وقال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ثم قال اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك أخرجه أبو عمر