أرطاة بن المنذر الحمصي عن ضمرة بن حبيب قال سمعت سلمة بن نفيل السكوني يقول كنا جلوسا عند النبي ﷺ إذ جاءه رجل من الناس فقال يا رسول الله هل أتيت بطعام من السماء قال أتيت بطعام مسخنة قال فهل كان فيها فضل قال نعم قال فما فعل به قال رفع إلى السماء وهو يوحى إلي أني غير لابث فيكم إلا قليلا ولستم لابثين بعدي إلا قليلا ثم تأتون أفذاذا ونعى بعضكم بعضا وبين يدي الساعة موتان شديد ثم بعده سنوات الزلازل أخرجه الثلاثة قلت قولهم السكوني وقيل التراغمي سواء وربما يراه أحد فيظنه متناقضا وهي نسبة واحدة فإن التراغمي منسوب إلى التراغم واسمه مالك بن معاوية بن ثعلبة بن عقبة بن السكون بطن من السكون والسكون من كندة وجعله ابن أبي عاصم حضرميا والله أعلم
(ب د ع * سلمة) بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي أسلم قديما وأمه ضباعة بنت عامر بن قرظ بن سلمة بن قشير وهو أخو أبي جهل بن هشام وابن عم خالد بن الوليد وكان من خيار الصحابة وفضلائهم وهاجر إلى الحبشة ومنع سلمة من الهجرة إلى المدينة وعذب في الله ﷿ فكان رسول الله ﷺ يدعو له في صلاته في القنوت له ولغيره من المستضعفين ولم يشهد بدرا لذلك فكان رسول الله ﷺ إذا قنت في الركعة من صلاة الصبح قال اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين بمكة وهؤلاء الثلاثة من بني مخزوم فأما الوليد بن الوليد فهو أخو خالد وأما عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة فهو ابن عم خالد وهاجر سلمة إلى المدينة بعد الخندق وقال الواقدي إن سلمة لما هاجر إلى المدينة قالت أمه
لأهم رب الكعبة المحرمة … أظهر على كل عدو سلمه
له يدان في الأمور المبهمة … كف بها يعطي وكف منعمه
وشهد مؤتة وعاد منهزما إلى المدينة فكان لا يحضر الصلاة لأن الناس كانوا يصيحون به وبمن سلم من مؤتة يا فرارين فررتم في سبيل الله ولم يزل بالمدينة مع رسول الله ﷺ حتى توفي النبي ﷺ فخرج إلى الشام مجاهدا حين بعث أبو بكر الجيوش إلى الشام فقتل بمرج الصفر سنة أربع عشرة أول خلافة عمر وقيل بل قتل بأجنادين في جمادى الأولى قبل وفاة أبي بكر الصديق بأربع وعشرين ليلة أخرجه الثلاثة