فاشتراه أبو بكر فأعتقه ولما خرج رسول الله ﷺ وأبو بكر إلى الغار بثور مهاجرين أمر أبو بكر مولاه عامر بن فهيرة أن يروح بغنم أبي بكر عليهما وكان يرعاها فكان عامر يرعى في رعيان أهل مكة فإذا أمسى أراح عليهم غنم أبي بكر فاحتلباها وإذا غدا عبد الله بن أبي بكر من عندهما اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفي عليه فلما سار النبي ﷺ وأبو بكر من الغار هاجر معهما فأردفه أبو بكر خلفه ومعهم دليلهم من بني الديل وهو مشرك ولما قدم رسول الله ﷺ المدينة اشتكى أصحابه فاشتكى أبو بكر وبلال وعامر بن فهيرة ﵃ وشهد عامر بدرا وأحدا وقتل يوم بئر معونة سنة أربع من الهجرة وهو ابن أربعين سنة وقال عامر بن الطفيل لرسول الله ﷺ لما قدم عليه من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه قال هو عامر بن فهيرة أخبرنا به أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير عن هشام بن عروة أو محمد بن إسحاق عن هشام شك يونس عن أبيه قال قدم عامر بن الطفيل على رسول الله ﷺ مثله وروى ابن المبارك وعبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة قال طلب عامر يومئذ في القتلى فلم يوجد فيرون أن الملائكة دفنته أو رفعته ودعا رسول الله ﷺ على الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة أربعين صباحا حتى نزلت ليس لك من الأمر شئ وقيل نزلت في غير هذا وروى ابن منده بإسناده عن أيوب بن سنان عن محمد بن المنكدر عن جابر عن عامر بن فهيرة قال تزود أبو بكر مع رسول الله ﷺ في جيش العسرة بنحي من سمن وعكيكة من عسل على ما كنا عليه من الجهد قال أبو نعيم أطهر يعني ابن منده في روايته هذا الحديث غفلته وجهالته فإن عامرا لم يختلف أحد من أهل النقل أنه استشهد يوم بئر معونة وأجمعوا أن جيش العسرة هو غزوة تبوك بينهما ست سنين فمن استشهد ببئر معونة كيف يشهد جيش العسرة وصوابه أنه تزود مع رسول الله ﷺ في مخرجه إلى الهجرة والحق مع أبي نعيم أخرجه الثلاثة
(ب د ع * عامر) بن قيس الأشعري أبو بردة أخو أبي موسى الأشعري ويرد نسبه في ترجمة أخيه أبي موسى إن شاء الله تعالى قال أبو أحمد العسكري نزل أبو عامر الأشعري بالكوفة وكناه مسلم بن الحجاج وقال اسمه عامر وله صحبة ومن حديثه عن النبي ﷺ أنه قال اللهم اجعل فناء