للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الرجل فانتدب أربعة آلاف فدخلوا مكة فكبروا تكبيرة سمعها أهل مكة وابن الزبير فانطلق هاربا حتى دخل دار الندوة ويقال تعلق بأستار الكعبة وقال أنا عائذ بالبيت قال ثم ملنا إلى ابن عباس وابن الحنفية وأصحابهما وهم في دور قريب من المسجد قد جمع الحطب فأحاط بهم حتى بلغ رؤس الجدر لو أن نارا تقع فيه ما رؤي منهم أحد فأخرناه عن الأبواب وقلنا لابن عباس ذرنا نريح الناس منه فقال لا هذا بلد حرام حرمه الله ما أحله الله ﷿ لأحد إلا للنبي ساعة فامنعونا وأجيرونا قال فتحملوا وإن مناديا ينادي في الخيل ما غنمت سرية بعد نبيها ما غنمت هذه السرية إن السرايا تغنم الذهب والفضة وإنما غنمتم دماءنا فخرجوا بهم حتى أنزلوهم مني فأقاموا ما شاء الله ثم خرجوا بهم إلى الطائف فمرض عبد الله بن عباس فبينما نحن عنده إذ قال في مرضه إني أموت في خير عصابة على وجه الأرض أحبهم إلى الله وأكرمهم عليه وأقربهم إلى الله زلفى فإن مت فيكم فأنت هم فما لبث إلا ثماني ليال بعد هذا القول حتى توفي فصلى عليه محمد بن الحنفية فأقبل طائر أبيض فدخل في أكفانه فما خرج منها حتى دفن معه فلما سوي عليه التراب قال ابن الحنفية مات والله اليوم حبر هذه الأمة وكان له لما توفي النبي ثلاث عشرة سنة وقيل خمس عشرة سنة وتوفي سنة ثمان وستين بالطائف وهو ابن سبعين سنة وقيل إحدى وسبعين سنة وقيل مات سنة سبعين وقيل سنة ثلاث وسبعين وهذا القول غريب وكان يصفر لحيته وقيل كان يخضب بالحناء وكان جميلا أبيض طويلا مشربا صفرة جسيما وسيما صبيح الوجه فصيحا وحج بالناس لما حصر عثمان وكان قد عمى في آخر عمره فقال في ذلك

إن يأخذ الله من عيني نورهما … ففي لساني وقلبي منهما نور

قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل … وفي فمي صارم كالسيف مأثور

أخرجه الثلاثة

(ب دع * عبد الله) بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي يكنى أبا سلمة وهو ابن عمه رسول الله أمه برة بنت عبد المطلب وهو أخو رسول الله وأخو حمزة بن عبد المطلب من الرضاعة أرضعتهم ثويبة مولاة أبي لهب أرضعت حمزة ثم رسول الله ثم أبا سلمة وهو ممن غلبت عليه كنيته ويذكر في الكنى إن شاء الله تعالى قال

<<  <  ج: ص:  >  >>