ابن منده شهد أبو سلمة بدرا وأحدا وحنينا والمشاهد ومات بالمدينة لما رجع من بدر وهو زوج أم سلمة قبل النبي ﷺ أسلم بعد عشرة أنفس وكان الحادي عشر قاله ابن إسحاق وهاجر إلى الحبشة وكان أول من هاجر إليها قاله أبو عمر وقال ابن منده هو أول من هاجر بظعينته إلى الحبشة وإلى المدينة وقال أبو نعيم كان أبو سلمة أول من هاجر من قريش إلى المدينة قبل بيعة رسول الله ﷺ الأنصار بالعقبة ومعه امرأته أم سلمة وقيل إن أم سلمة لم تهاجر معه إلى المدينة إنما هاجرت بعده وقد ذكرناه عنه اسمها وولد له بالحبشة عمر بن أبي سلمة وشهد بدرا وأحدا ونزل فيه قوله تعالى فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه الآيات حدثنا يونس بن بكير حدثنا ابن إسحاق قال عدت قريش على من أسلم منهم فأوثقوهم وآذوهم واشتد البلاء عليهم وعظمت الفتنة فيهم وزلزلوا زلزالا شديدا عدت بنو جمح على عثمان بن مظعون وفر أبو سلمة بن عبد الأسد إلى أبي طالب ليمنعه وكان خاله فمنعه فجاءت بنو مخزوم ليأخذوه فمنعه فقالوا يا أبا طالب منعت منا ابن أخيك أتمنع منا ابن أخينا فقال أوب طالب نعم أمنع ابن أختي مما أمنع منه ابن أخي فقال أبو لهب ولم يسمع منه كلام خير قط ليس يومئذ صدق أبو طالب ولا يسلمه إليكم واستخلفه رسول الله ﷺ على المدينة لما سار إلى غزوة العشيرة سنة اثنين من الهجرة أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء أخبرنا أبو علي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع أخبرنا أحمد بن عبد الله أخبرنا عبد الله بن جعفر الجابري حدثنا محمد بن أحمد بن المثنى حدثنا جعفر بن عون حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن أم سلمة قالت لما حضر أبا سلمة الموت حضرة رسول الله ﷺ فلما شخص أغمض رسول الله ﷺ عينيه ورواه أبو قلابة عن قبيصة وزاد بعد فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين قال مصعب الزبيري توفي أبو سلمة بن عبد الأسد بعد أحد سنة أربع من الهجرة وقيل توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وقال أبو عمر أنه توفي سنة اثنين بعد وقعة بدر وقال ابن إسحاق توفي بعد أحد قيل تزوج رسول الله ﷺ زوجته أم سلمة في شوال سنة أربع ولما حضرت أبا سلمة الوفاة