مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان فأستعملهم في طاعة الله ﷿ ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة وقال انظر ما يصنع فقسمه ثم بعث بمال إلى حذيفة وقال انظر ما يصنع قال فقسمه فقال عمر قد قلت لكم وقال ليث بن أبي سليم لما نزل بحذيفة الموت جزع جزعا شديدا وبكى بكاء كثيرا فقيل ما يبكيك فقال ما أبكي أسفا على الدنيا بل الموت أحب إلي ولكني لا أدرى على ما أقدم على رضى أم على سخط وقيل لما حضره الموت قال هذه آخر ساعة من الدنيا اللهم إنك تعلم أني أحبك فبارك لي في لقائك ثم مات وكان موته بعد قتل عثمان بأربعين ليلة سنة ست وثلاثين وقال محمد بن سيرين كان عمر إذا استعمل عاملا كتب عهده وقد بعثت فلانا وأمرته بكذا فلما استعمل حذيفة على المدائن كتب في عهده أن اسمعوا له وأطيعوه وأعطوه ما سألكم فلما قدم المدائن استقبله الدهاقين فلما قرأ عهده قالوا سلنا ما شئت قال أسألكم طعاما آكله وعلف حماري ما دمت فيكم فأقام فيهم ثم كتب إليه عمر ليقدم عليه فلما بلغ عمر قدومه كمن له على الطريق فلما رآه عمر على الحال التي خرج من عنده عليها أتاه فالتزمه وقال أنت أخي وأنا أخوك أخرجه ثلاثتهم
(غريبه) الجذر الأصل وجذر كل شئ أصله وتفتح الجيم وتكسر والمجل يقال مجلت يده تمجل مجلا ومجلت تمجل مجلا إذا ثخن جلدها وتعجر حتى يظل أثرها مثل أثر المجل المنتبر المنتفط المرتفع وكل شئ رفع شيئا فقد نبره والوكت الأثر اليسير وجمعه وكت بالتحريك وقيل للبسر إذا وقعت فيه نكتة من الإرطاب فقد وكت بالتشديد
(ب د ع حذيم) بن حنيفة بن حذيم أبو حنظلة الحنفي روى عنه ابنه حنظلة أن جده حنيفة أخذ بيد حنظلة وأتى به النبي ﷺ وقال يا رسول الله إني ذو بنين وهذا أصغرهم فشمت عليه قال حنظلة فأخذ رسول الله ﷺ بيدي ومسح برأسي وقال بارك الله لك فيه وذكره أبو حاتم الرازي وذكر أنه كان أعرابيا من ناحية البصرة أخرجه الثلاثة
(د * حذيم) جد حنظلة أتي النبي ﷺ يكنى أبا حذيم له ولابنه حذيم ولحنظلة بن حذيم صحبة تقدم ذكرهم وهو جد حذيم بن حنيفة المقدم ذكره أخرجه ابن منده وهذا هو الذي قد اختلفوا فيه اختلافا كثيرا فمنهم من قدم حنظلة ومنهم من أخره وقد ذكرنا الاختلاف في حنظلة بن حذيم فلما رأى ابن منده في الأول حذيم أبو حنظلة ورأى في هذا حذيم جد حنظلة ظنهما اثنين وهما واحد والله أعلم